يُعدّ المتحف الوطني سيرتا من أقدم المتاحف بالجزائر، ويصنف الأول على المستوى الوطني والثاني على المستوى الإفريقي بعد المتحف المصري من ناحية القيمة الأثرية المتواجدة به حيث يضم أكثر من 200 ألف قطعة أثرية ما بين معروضة ومحفوظة، ويتربّع على مساحة قدرها 2100 متر مربع منها 1200 متر مربع استغلت للبناية و 900 متر مربع للحديقة ، فيما تعرض قاعاته المتنوعة نحو 7 آلاف قطعة ويستقبل حوالي 13 ألف زائر سنويا منهم 1200 زائر أجنبي حسب إحصائيات السنة الجارية ، كما يعد المتحف من بين أكبر المتاحف في العالم ككل من حيث قيمة الآثار المتواجدة به حسب رئيس قسم النشاط بالمتحف. نشاطات لتعزيز الثقافة المتحفية وفي هذا الصدد كشف رئيس مصلحة النشاط السيد « عبد الحق شعيبي» ل « الجمهورية» أنه تم استحداث 4 قاعات جديدة ، منها قاعة الفن الإسلامي، قاعة الفن والنحت للمدرسة الجزائرية ، قاعة الفن و النحت للمدرسة العالمية ، هذا إلى جانب القاعات الأخرى التي تضم مجموعة من القطع الفنية واللوحات الزيتية لعدد من المستشرقين الذين عاشوا بمدينة قسنطينة، حيث تتواجد نحو 36 لوحة و تحفة فنية من تماثيل وغيرها، وبالنسبة للنشاطات السنوية التي يقوم بها المتحف، فأكّد ذات المسؤول أن المتحف يُنظم العديد من المعارض والمحاضرات التي يشرف عليها أساتذة و مختصون في الآثار و الرسم والهندسة و مختلف مجالات الفنون، فضلا عن الأنشطة الثقافية الأخرى التي تستهدف الطفل بالدرجة الأولى، أين تم تخصيص ورشات فنية و أثرية لتعليم الرسم والتشكيل عن طريق اليد و تركيب الفسيفساء ضمن مشروع منتوج الطفل الأثري الصغير ، حتى يتم تربيته على الثقافة المتحفية و يتم تلقينه كيفية التعامل مع القطع الأثرية، ناهيك عن برنامج الحقيبة المتحفية التي يزور من خلالها المتحف المؤسسات التربوية لا سيما منها المتواجدة بالمناطق النائية ،كما ساهمت الأنشطة الثقافية و الإستراتيجية المنتهجة من طرف المتحف في زيادة عدد الزوار الذي كان قبل سنوات قليلة لا يزيد عن 5 إلى 6 آلاف زائر ليسجل قفزة خلال سنة 2019 إلى 13 ألف زائر ، عمد خلالها المتحف إلى عرض القطع الأثرية النادرة مع المواصلة في برنامج إعادة جرد التحف، فيما يتم العمل على استكمال تهيئة القاعات المتبقية مع حلول سنتي 2020 و 2021 تكون جاهزة لاستقبال اللقى التي من شأنها أن تسهل عملية الاستفادة منها من طرف الطلاب واستمتاع الزوار. وتجدر الإشارة إلى أن متحف سيرتا قد فتح أبوابه سنة 1931 ، بمناسبة الاحتفال بالذكرى المئوية لاحتلال الجزائر تحت اسم « قوسطاف ميسري»، و هو اسم الأمين العام للجمعية الأثرية لمقاطعة قسنطينة صاحبة فكرة هذا الإنشاء، و الذي بقي يحمل هذا الاسم إلى غاية 5 جويلية 1975 ، وفي سنة 1986 صنف كمتحف وطني و أصبح يحمل اسم « سيرتا « ، وهو يحوي 3 أقسام، قسم خاص بالآثار يضم 7 آلاف قطعة موزعة على 12 قاعة ، و منها المحفوظة بالمخازن، و قسم آخر خاص بالفنون الجميلة يضم لوحات زيتية و مائية رسمت ما بين القرن ال 17 و القرن ال 20 ، أما قسم الإثنوغرافية يفضم قطعا أثرية ومخطوطات تتناول مختلف العلوم الإنسانية. جناح للفنون الجميلة و آخر للإثنوغرافيا من بين الأجنحة الرائعة في متحف سيرتا جناح الفنون الجميلة الذي يحتوي على 3 قاعات في الطابق العلوي ، اثنين منها خصصت لعرض لوحات فنية لرسامين أوروبيين أمثال أوجين فرومونتان، دوشفانير بوفيز، موريس دوني، ماركي ألبير ، و قاعة لرسامين جزائريين مثل بشير بوشريحة،عمار علالوش، إسياخم، أحمد مزياني، أمين خوجة الصادق ، بالإضافة إلى بعض المنمنمات و منحوتات ترجع إلى القرن ال19 و ال20 ،و يضم جناح الإثنوغرافيا الذي افتتح سنة 1997 العديد من التحف التي لها علاقة بعادات و تقاليد الشرق الجزائري عامة و قسنطينة خاصة، كالحلي و اللباس التقليدي، بالإضافة إلى القطع النحاسية و أسلحة بيضاء و زرابي مصنوعة من الشعر و الصوف من مختلف مناطق الجزائر ،هذا وتحوي حديقة المتحف العديد من النقوش الكتابية الليبية و المنحوتات ، منها نصب حجري يمثل محارب ليبي و نقش كتابي مهدى ل « فينوس « ، كما توجد تماثيل من الرخام كتمثال والد « سبتيم « و آخر لزوجته الأولى «باسيا مرسينا» بالإضافة إلى تيجان أيونية و أخرى كورنثية و مجاز مزين بحليات معمارية.