قبل التوجه إلى دوار أولاد بن سعيد المعروف باسم «الشقة» الواقع البالغ تعداد سكانه أكثر من 310 نسمة بين سلسلة جبلية في أقصى نقطة بعيدة عن عاصمة الولاية مستغانم نصحني الكثير ممن يعرفون المنطقة الوعرة بالتزود بما يكفي من وقود وماء و وهاتف خشية تعطل السيارة في غياب طرق معبدة فالطرق الموجودة كلها مسالك وعرة انطلقنا من مستغانم مرورا ببلدية تازقايت في اتجاه دوار اولاد بن سعيد وفي المسلك الرابط مابين تازقايت والدوار التابع اقليميا لبلدية أولاد مع الله بدأت رحلتنا في المسلك الوحيد للوصول إلى الدوار الذي يفتقر لأدنى المرافق الضرورية للمعيشة و الذي شد انتباهنا في الوهلة الأولى انعدام الطريق فالمسلك لا يصلح تماما تتخلله منحدرات ومنعرجات استغرقنا 45 دقيقة في مسافة لا تتعدى 10 كلم من تازقايت إلى الدوار و كانت السياقة حذرة حتى أننا توقفنا عدة مرات لإزالة الأحجار المعرقلة للطريق وما عشناه من معاناة في ساعة من الطريق يعتبر من يوميات سكان الدوار و بالرغم من حالة الغبن فقد استقبلنا السكان بابتسامتهم . وعن أبناءهم فذكروا أنهم لا يعرفون المدرسة وتبقى أعمالهم في الرعي و البحث عن الماء من بئر إلى بئر وقد توغلنا في أحضان جبال الشقة واقتربنا أكثر إلى أولئك الصامدين الذين تحدوا كل الصعاب واستقروا بأراضيهم حتى في أيام العشرية السوداء وأهم انشغال طرحه السكان. غياب ماء الشرب وانعدام الطرق و عدم استفادتهم من سكن حيث سكناتهم مبنية من طوب والزنك والقش و طالب السكان من منبر الجمهورية الالتفاف إلى المنطقة وإنجاز مشاريع و فك العزلة عنهم .