قررت السلطات المحلية لولاية مستغانم أخيرا ترميم مسجد عائشة أم المؤمنين و إعادة الاعتبار له بعد حوالي 8 قرون، وقد أنجز مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها في العهد الزياني عام 1235 بأعالي بلدية مزغران، حيث اختير له أن يُبنى فوق هضبة استراتيجية وحساسة من حيث الجانب العسكري ، فهو يطل من الجهة الغربية على خليج وهران، أما من الجهة الشرقية فيمتد على طول البصر نحو سهل الظهرة ، فيما يغطي ظهره سهل مجاهر « سيرات وبوقيراط»، وبذلك تصبح هذه المنطقة تلقائيا محط أطماع كل الغزاة الذين مروا بالجزائر بدءا بالرومانيين . مسجد سيدتنا عائشة كان يتشكل من قاعة للصلاة و مدرسة قرآنية لتكوين الطلبة في مختلف العلوم الدينية ، كما أنها تستقبل الموردين القادمين من مختلف أنحاء الوطن ، وفي عام 1505 م انتبه الأسبان الذين استقروا بمدينة وهران إلى أهمية هذه القلعة التي يتربع فوقها المسجد، فقرروا أن يستولوا عليها لتوسيع نفوذهم في الجهة الغربية للجزائر ، وبدأوا يفاوضون سكان مدينة مستغانم ليسلموا لهم مفاتيح المدينة ، إلا أن هؤلاء رفضوا الاستسلام فتحركت آلة الموت من وهران يقودها « الكونت دالكودات» ، وفي يوم 22 أوت 1558 اندلعت الحرب انطلاقا من سهل «استيديا» وأطراف مدينة مزغران دون أن يحقق الغزاة الإسبان مبتغاهم رغم العدة والعدد ، ليعودوا إلى وهران يجرون وراءهم الهزيمة و الخيبة . وفي سنة 1847 احتل الاستعمار الفرنسي مدينة مستغانم واستولى جيشه على هذه القلعة، ليحول بذلك المسجد إلى ثكنة استقر به حوالي 80 عسكريا قبل أن تقرر الإدارة جعل منه كنيسة للكاثوليكيين ، وبعد استرجاع الجزائر سيادتها عاد المسجد إلى أصله الطبيعي حاملا راية الإسلام تحت اسم السيدة عائشة رضي الله عنها.