على خلاف السنوات الفارطة لم تمنح محافظة الغابات بالولاية أي ترخيص لاستغلال الأخشاب أو حرقها لاستخراج مادة الفحم أو حتى نقلها إلى الولايات المجاورة حسبما كشف عنه محافظ الغابات ، مشيرا الى أن مصالحهم كانت تمنح سابقا وثيقة خاصة للتجار لنقل الأخشاب الغير مستغلة «الميتة» مابين الولايات وكإجراء احترازي للمحافظة على هذه الثروة أصدروا بيانا يمنع المساس بالمناطق الغابية بصفة عامة ،ولكن مع هذا سجلت هذه الجهة الرسمية مؤخرا 12حريقا أسفر على إتلاف 109 هكتار و69 آر منها 47هكتار محيطات غابية أتلفت بكل من غابة بوسفر و العنصر ومسرغين و61هكتارا من الأدغال و80 هكتارا من الحشائش، ولا تستبعد ذات الجهة أن يكون الفعل متعمد من طرف مافيا الفحم التي تستغل موعد اقتراب العيد لاستخراج الفحم مقابل حرق الثروة الغابية بدليل أن فرق حماية الغابات ضبطت عصابات تقوم بنقل الأخشاب من غابة بوتليليس ، مع العلم أن هذه العصابات وجدت في تجارة الفحم مكسبا مربحا خصوصا وان سعر الكيلوغرام الواحد عرف ارتفاعا بفارق يترواح مابين 20 و40 دج مقارنة بالمواسم الفارطة حيث قفز من 80 دج إلى ما بين 100و120للكيس الواحد . تخصيص طاولات مجهزة لبيع الفحم وللوقوف على هذا النوع من التجارة كانت لنا جولة عبر العديد من الأسواق والأحياء الشعبية التي تحولت إلى ساحات مفتوحة على الهواء لعرض مختلف الخدمات والسلع التي تعد من الضروريات بالنسبة للعائلات لإحياء سنة سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام حيث تصنع تجارة الفحم وبيع السكاكين والشوايات وأدوات التنظيف أهم طقوس التحضيرات التي تسبق العيد وتعرف انتعاشا في الساعات الأخيرة من حلول هذه المناسبة الدينية لتتجاوز تجارة التبن وأكياس الفحم حدود الأسواق وتغزوا كل الأحياء والطرقات الرئيسية وحتى بمداخل العمارات أين تتوزع طاولات بيع الفحم والتبن في كل من أحياء المدينة الجديدة و الحمري واكميل ووسط المدينة و أحياء ايسطو وعين البيضاء والسانيا وبلقايد وهي المناطق الأكثر إقبالا على مستلزمات العيد وبالأخص مادة الفحم . وبخلاف السنوات السابقة خرجت تجارة الفحم عن المألوف لانتشارها الواسع بل أصبحت نشاطا موازيا مؤطرا من طرف أشخاص مجهولين يقومون بتخصيص طاولات للبيع مجهزة بالفحم في نقاط معينة بالاتفاق مع شباب بطال يكلفونه بهذه العملية مقابل اقتسام الربح وهو ما أكده لنا أحد الباعة الصغار بمنطقة عين البيضاء مصرحا انه يستغل هذه المناسبة للاسترزاق رغم أنه لا يملك مصدرا أخر لقوته ، مضيفا أن أحد من أصدقائه عرض عليه فكرة بيع الفحم على أن يتكفل شخص أخر بعملية التموين المجهولة المصدر ، وعلمنا أن هذا الشخص يستثمر في مادة الفحم بطريقة غير قانونية حيث أن مهمته هي توفير الكميات المطلوبة لتموين الطاولات التي خصصها وكلف شباب ببيعها فيما أكد باعة آخرون أنهم يجلبون الفحم من بلدية عقاز بولاية معسكر أين يشترونها ويعيدون بيعها بوهران كما أن هناك مصادر أخرى للفحم وهي العاصمة و مدينة سيدي بلعباس ومناطق أخرى من شرق البلاد على حسب تصريحات هؤلاء الباعة الذين نفوا أن تكون بضاعتهم من وهران أو من مخلفات الحرق .