في القرن ال 17 ميلادي ومنذ 5 قرون ، تم بناء قصر أربوات، والذي يتكون من 4 أحياء أشبه بالمرافق ، حيث يضم كل حي أزقة، تربط البيوت بعضها ببعض، وتؤدي هذه الأزقة إلى الساحة الرئيسية، وسط القصر التي تسمى « الرحبة « المكان الذي يتجمع فيها السكان مساء بعد إنهاء أشغالهم اليومية، وهو مكان يقع ب « ربوة «، لذلك سميت المدينة ب « أربوات» ، وهي تنقسم إلى أربوات الفوقاني والتحتاني. وككل القصور التي بنيت في القرون الماضية، فقد بني جدران هذا المعلم التاريخي بمادة الطين، في حين أن السقف مصنوع بجذوع النخل ، لمقاومتهما حرارة الصيف، وبرودة الشتاء ،و يعد المسجد رمزا لهوية سكانه، حيث تقام الصلوات، و دروس الوعظ والإرشاد، وتعليم الأطفال القرآن الكريم، ومبادئ اللغة العربية ،كما أن المسجد كان مكانا يلتقي فيه سكان لقصر لمعالجة كل القضايا التي تهمهم. و قد لعبت الزاوية المتواجدة بالقصر والمعروفة بزاوية « سيدي معمر» بالعالية ،دورا مهما بالمنطقة، كإطعام وسقاية عابري السبيل ،أما بالنسبة للنشاط الاقتصادي، فتتواجد مجموعة من محلات يتسوق منها السكان الخضر والأقمشة و تربية الماشية، و زراعة الأرض، و حتى المقهى التقليدي الذي مازال موجودا، إضافة إلى حياكة الأغطية الصوفية كالزرابي ، و البرنوس ،و الجلابة و الأفرشة و غيرها التي مازالت تشكل موروثا يعتز به سكانها، والتي تؤكد على عراقة المنطقة، و قد سهل موقعه شمالا على بعد أمتار من الطريق الوطني قدوم السواح الأوربيين خاصة في فصل الربيع.