- شاحنات النظافة تزور المنطقة كل 15 يوما - اين ذهبت 47 مليارسنتيم المقدمة من صندوق الدعم الدولي بعد العشرية السوداء؟
لا يزال دوار»خروبة» و هو المجمع السكني التابع اقليميا لبلدية حاسي بونيف و الذي أنشأ منذ قرابة الخمسة وأربعين سنة بحاجة إلى التفاتة جادة من قبل السلطات المحلية بغية القضاء على النقاط السوداء التي تميزه و أهمها البنايات الفوضوية التي اكتسحت الأراضي الفلاحية بهذه الجهة و منها عدد معتبر حديث الانجاز شيدت بطرق غير قانونية و هي تنعدم لأدنى شروط الحياة ، حيث يعتمد العديد من سكانها على سرقة المياه و قرصنة الكهرباء من الأعمدة الكهربائية و هذا أمام مرأى الجميع في ظل غياب الرقابة ، ناهيك عن افتقارها لشبكات الصرف الصحي و هو ما يجعل الروائح الكريهة تنبعث منها و تجعلها مقصدا للقطط و الكلاب الضالة التي تشكل خطرا على العديد منهم خاصة خلال الفترات المسائية في ظل شبه انعدام الإنارة العمومية بها . يأتي هذا دون إن ننسى الإشارة إلى افتقارها للغاز الطبيعي و كذا اهتراء الطرقات حيث تطبعها العديد من الحفر التي تتحول إلى برك من المياه بمجرد سقوط زخات من المطر و كذا الأتربة المتناثرة و هو ما وقفت عليه جريدة «الجمهورية « في زيارة استطلاعية لها بهذه المنطقة التي سبق لها و أن عانت خرابا كبيرا خلال فترة العشرية السوداء و عرفت آنذاك عدة مجازر دموية بها حسبما صرح به بعض من قاطنيها و من بينهم السيد «منصور .ح « الذي أشار إلى أن مشكل السكن هو الذي دفع به إلى انجاز بناية فوضوية لتأويه رفقة عائلته المكونة من ثلاثة أفراد ، مؤكدا بأنه أودع ملف للسكن الاجتماعي منذ 15 سنة و لكن لم يتلق أي رد بخصوصه إلى يومنا هذا ، و نوه إلى أن هذه الجهة التي يفطن بها و التي تضم عدة بناءات فوضوية تفتقر لأدنى شروط الحياة حتى أن شاحنات النظافة لا تدخل إلى هذا المكان من اجل جمع القمامة إلا مرة كل 15 يوما. التهيئة متوقفة منذ 3 سنوات أما بالنسبة ل « بن عمر .ك» فصرح بأن «خروبة « تغيرت كثيرا خلال الأعوام الأخيرة بفضل المشاريع التي تدعمت بها لا سيما ما تعلق بالمدارس و مشاريع التهيئة حيث كانت لفترة ورشة مفتوحة لا سيما في مجال تهيئة الطرقات و لكنها توقفت منذ قرابة الثلاث سنوات ، هذا إضافة إلى أن منازلهم تم ربطها بشبكات المياه و الغاز الطبيعي التي كانت تعتبر من اهم انشغالاتهم و هو ما جنبتهم الركض وراء قارورات غاز البوتان التي لطالما شكلت هاجسا لهم ، و أشار إلى انه رغم ذلك تظل بعض الأماكن بهذه القرية التي يطلق عليها حاليا اسم «حي الأمير خالد «تنعدم لهذه الأساسيات باعتبار ان المشاريع لم تمسها بعد و منهم من يعتمد في الحصول على المياه على الحسيان و هو نفس ما أكد السيد « كريم « الذي أوضح بأن «دوار خروبة « استفاد بعد انقضاء العشرية السوداء من مبلغ مالي معتبر من صندوق الدعم الدولي و المقدر ب 47 مليار سنتيم لدفع عجلة التنمية بالمنطقة نحو الأمام ، و انجاز عمليات تنموية بها لتخليص سكانها من المعاناة حيث تم ربط منازلهم التي شيدت بطرق قانونية بشبكات المياه الصالحة للشرب ، فحين لا تزال بعض الجهات بحاجة إلى الربط بشبكات الغاز و خاصة المؤسسات التربوية التي لا زالت تعتمد في تدفئتها خلال موسم الشتاء على «المازوت» ، أما بالنسبة للإنارة العمومية فأشار إلى أنها بحاجة إلى الصيانة فقط و هذا بالجهة التي تضم سكنات لا زال قاطنوها بانتظار تسوية وضعية سكناتهم و تمكينهم من الحصول على عقود الملكية لا سيما بعدما تم جرد سكناتهم و أودعوا ملفاتهم على مستوى البلدية منذ سنوات ، و لكن رغم هذا صرح المتحدث بأن «خروبة « لم ترق إلى المستوى المطلوب و لا زالت بحاجة إلى التفاتة جادة من قبل المسؤولين لرفع الغين عنهم خاصة بالنسبة لتهيئة الطرقات و النقل الذي يشكل صعوبة بالنسبة لهم نظرا لأنهم يضطرون إلى الخروج إلى غاية الطريق الرئيسي من اجل استقلال حافلات النقل الشبه الحضري لحاسي بونيف او سيارات الكلوندستان» معاناة السكان مع مشكل الانقطاعات في التموين بمياه الشرب وكذا لإيجاد حل من قبل مؤسسة «سيور « لتسرب المياه القذرة من قنوات الصرف الصحي ووضع حد لمشكل الانقطاعات المتكررة في التزويد يالمياه الصالحة للشرب و التي تجعلهم في رحلة البحث عن الصهاريج المتنقلة من اجل اقتناء هذه المادة الحيوية التي يكثر عليها الطلب خاصة خلال فصل الصيف ، هذا إضافة إلى غياب النظافة لانعدام حاويات جمع القمامة و التي أثرت سلبا على المحيط حيث يجد السكان أنفسهم مجبرين على رمي نفاياتهم المنزلية على الأرض و هو ما يفسر كثرة المفارغ العشوائية ، إلى جانب ذلك دعا بعض من السكان الجهات المعنية الى ضرورة التدخل بغية وضع حد لزحف البنايات الفوضوية التي شوهت حيهم و ضاعفت من النقاط السوداء به في الوقت الذي كانوا يأملون فيه أن يتغير وضعهم المعيشي بعد فترة الهجرة و النزوح التي شهدها المكان خلال التسعينيات . ، علما بان ولاية وهران قامت خلال الآونة الأخيرة بهدم 350 بناية فوضوية طور الانجاز بخروبة و 140 أخرى مكونة من طابقين سفلي و آخر علوي مشيدة فوق أراض فلاحية .