لا يزال الاكتظاظ في الأقسام الدراسية يشكل مشكلا و هما كبيرا للمعلمين والأساتذة وأولياء التلاميذ حيث أن هذه الظاهرة السلبية لم تختف رغم كل ما يقال عن فتح مؤسسات تربوية جديدة مع بداية كل موسم مدرسي، وتكمن خطورة هذا المشكل في الفوضى والضيق الذي يسببه داخل القسم إضافة إلى تعب وإرهاق المعلمين والأساتذة وعجزهم عن تعليم كل هذا العدد الهائل من التلاميذ وتوفير التحصيل العلمي الجيد لهم، والاكتظاظ ناتج عن حلول ترقيعية ومؤقتة تقترح لتفادي المشاكل حيث يتم إلحاق تلاميذ بعض المناطق السكنية الجديدة بالمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة الموجودة في الأحياء القديمة مما يكلف التلاميذ قطع مسافات طويلة وينتج عنه الاكتظاظ والازدحام داخل الأقسام. إن المتابع لتحضيرات الدخول المدرسي في بلادنا يلاحظ الكثير من النقائص حيث أن الجهات المعنية بالدخول المدرسي لا تستعد لهذا الحدث أسابيع من قبل موعده، بعقد اجتماعات و زيارات ميدانية للمؤسسات التربوية الموجودة واستعراض الطاقة الاستيعابية للمؤسسات التربوية، وتفقد مشاريع المدارس التي هي في طور الانجاز، والالتقاء بمدراء المدارس للاطلاع عن قرب على مشاكل القطاع و محاولة إيجاد الحلول لها ، فالتحضير لبداية الموسم الدراسي يتطلب تحركات وتدابير وإجراءات لرصد النقاط السوداء والمشاكل المطروحة والنقائص المتوقعة، والحقيقة هنا أن الاكتظاظ هو السبب الأكبر لرداءة العملية التعليمية والتحصيل العلمي ، ففي حين تتطور المدارس في البلدان المتقدمة إلى درجة أنك تجد في القسم الواحد أقل من عشرين تلميذا يتابعون بجد و يحصلون على تعليم عالي النوعية و يتدربون على أجهزة الحاسوب «الكمبيوتر»، لا نزال نحن في مدارسنا نتخبط في مشكل الاكتظاظ ، وصعوبة الحصول على الكتاب المدرسي ويتعب أولياء التلاميذ من الأسر المعوزة في الحصول على منحة ثلاثة آلاف دج والحقائب المدرسية والكتب، و ننتظر بعد كل هذا العناء أن يتحسن مستوى التعليم عندنا ويرتقي ليتماشى مع التطور التكنولوجي الحاصل في العالم.