عادت مآسي « الحرقة» لتصنع أحزان الجزائر بعد أن خفت خلال الأشهر الماضية و احتضن الحراك الشعبي فئات واسعة من الشباب ، لكن الانسداد السياسي و حالة الركود التي يشهدها الوضع في الجزائر و حالة الترقب التي يعيها الجزائريون قد ساهمت في فقدان فئات من الجزائريين الأمل في تحقيق التغيير و المطالب التي رفعها الحراك الشعبي ،و إن كان لنا أن نقف على هذه المستجدات الملازمة لتطور الحراك ندرك أن الحياة الصعبة التي يعيشها معظم الشعب الجزائري والمصاعب والمتاعب التي تصنع يومياتهم قد لعبت دورا في لجوء بعض المواطنين إلى ركوب موج البحر والمخاطرة بحياتهم بعدما لم تحقق موجة الحراك الشعبي ما كانوايتطلعون إليه من مطالب و أحلام في التغيير و بزوغ شمس جديدة للجزائر تبشر بغد أفضل لهم ولأبنائهم . لقد مرت على الحراك الشعبي أكثر من -7-أشهر و دخل جمعته الواحدة والثلاثين، وخرج الشعب في مسيرات يحمل شعارات ومطالب، و تزامن ذلك مع أخبار مأساوية عن «الحراقة» ، و ما يحز في النفس حقا هو أن تتواصل مآسي العائلات الجزائرية بفقدان أبنائها و شباب في ربيع العمر في عرض البحر و مغامرة العبور إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط بحثا عن حياة أفضل تمنوها في وطنهم لكن تجري رياح الفساد الاقتصادي و السياسي في الجزائر بما لا تشتهيه أحلام وطموحات شبابها وشعبها ، كما أننا لا نملك في مثل هذا الوضع وأمام هذا الواقع المر سوى أن نترحم على أرواح من ماتوا في قوارب الموت بين أمواج البحر قبل أن تصل قواربهم إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط ، ونتمنى للجزائر غد جديد تحتضن فيه أبناءها توفر لهم رغد العيش ورفاهية الحياة و تغنيهم عن المخاطرة والمجازفة بحياتهم وشبابهم في مغامرة الحرقة التي ألقت بهم بين أحضان الموت بحرا.