يشهد العالم العربي موجة جديدة للمطالبة بالديمقراطية والتغيير حيث أن ما يحدث في الجزائر قد انعكس إيجابيا على شعوب البلدان العربية التي تطالب بالتغيير والمزيد من الديمقراطية , ولعل أبرز دليل على هذذ النتائج المسجلة في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية في تونس ، و التحرك الشعبي الأخير في مصر ،حيث تبرز هذه التطورات في الأوضاع السياسية بالبلدان العربية الصدى الواسع للحراك الشعبي الذي تشهده الجزائر منذ أكثر من سبعة أشهر المتميز بسلميته و مطالبه السياسية التي كانت وراء الحرب على الفساد التي أطاحت برؤوس النظام السابق من رجال السياسة من وزراء و رؤِساء أحزاب ونواب ،ورجال الأعمال و العسكريين الفاسدين ،كما كشفت هذه الحرب التي قادها جهاز العدالة بكل استقلالية الكثير من الفضائح والجرائم التي ارتكبها هؤلاء في حق الاقتصاد الجزائري ،و الشعب الجزائري و الجزائر ، ومثلما هبت رياح مطالبة الشعب الجزائري بالتغيير والديمقراطية ذات 22 فبراير 2019 ،فإن موجة هذه المطالب قد تواصلت و تصاعدت خلال أكثر من سبعة -7- أشهر لتصبح حدثا يستقطب أنظار العالم أجمع ، ويثير اهتمامه وإعجابه بروعة الشعب الجزائري و وعيه السياسي و رباطة جأشه و صموده على مواقفه و مطالبه خلال كل هذه الفترة دون ملل أو كلل . إن ما يحدث في مصر بغض النظر عن الفوارق الموجودة بين مصر والجزائر في المشهد السياسي ،يؤكد أن للحراك الشعبي في الجزائر صدى و أبعاد وتأثيرات كبيرة تقتبس منها الشعوب كيف لا والجزائر على خلاف عدد من البلدان العربية قاومت في السابق كل محاولات زعزعة أمنها تحت مسمى الربيع العربي ، وصمدت بقوة إلى أن كان الحراك الشعبي في 22 فبراير ببصمته الجزائرية المحضة بعيدا عن أية تأثيرات لأيادي خارجية ،أو مؤامرات أو مناورات و بهذا اكتسب الشعب الجزائري مصداقية أكبر و سجل تجربته الخاصة في المطالبة بالتغيير و الحكم الديمقراطي و محاربة كل مظاهر الفساد.