إن الحديث عن التكوين المهني في الجزائر يفتح المجال لاستعراض الكثير من مظاهر الخلل ،حيث أن التوجه إلى التكوين المهني يأتي نتيجة لفشل التلاميذ في إكمال دراستهم في أطوار التعليم المختلفة فهو حل من حلول التسرب المدرسي الذي أفرز أعدادا كبيرة من التلاميذ المنقطعين عن الدراسة لسبب أو لآخر و تلاميذ آخرين فشلوا في الانتقال إلى الطور الثانوي من التعليم وحتى أولئك الذين لم يحصلوا على شهادة البكالوريا حيث يوجه البعض منهم إلى فروع جديدة من التكوين المهني الذي يتطلب مستوى مرتفع من الدراسة ، و تكمن أهمية التكوين المهني في أنه يوفر لقطاع الصناعة يد عاملة مؤهلا للعمل في مختلف شعب و فروع الصناعة و البناء وغيرها وبإمكان هؤلاء الشباب التطور وتقديم الأفضل في حال تم إدماجهم في سوق العمل بسرعة بعد إنهاء دوراتهم التكوينية مع أن ما يحدث حقا هو انضمام هؤلاء المكونين إلى طابور الباحثين عن منصب شغل أو عملهم عند الخواص و بهذا تفقد منظومة التمهين عددا معتبرا من الكفاءات ، ومن جهة أخرى لا يزال قطاع التكوين والتعليم المهنيين بعيدا عن المقاييس الدولية المعمول بها عبر العالم في هذا المجال بعد أن ظل التكوين المهني شعبة يدرس فيها التلاميذ الذين فشلوا في مواصلة دراستهم في المنظومة التربوية مع أن قطاع التكوين والتعليم المهنيين يعد فضاء واسعا لتوفير من سيشرفون على تشغيل الآلات و المحترفين في التلحيم الصناعي ،و التبريد ،و البناء بكل ما يحتويه من تخصصات وفروع ،و المحاسبة ،و السكريتاريا ،و الإعلام الآلي ،و الموارد البشرية ،والمانجمنت و كل هؤلاء يشكلون رافدا مهما لمد قطاع الصناعة والإدارة بأعوان و موظفين لتأمين مناخ عمل جيد يشجع الإبداع والابتكار و فرص التطور تقدم هؤلاء في مجال عملهم ، ويستوقفنا هنا ما يقال عن استحداث بكالوريا مهنية من شأنها أن تعطي لمنظومة التكوين و التعليم المهنيين عندنا انطلاقة و نفسا جديدين لتتماشى مع جديد عالم التكنولجيا .