تتمتع الجزائر بموقع إستراتيجي بين أوروبا وإفريقيا و هي بوابة أوروبا باتجاه إفريقيا و يزيد هذه الميزة قيمة و قوة تأثير الحدود الكبيرة بين بلادنا وبلدان إفريقيا –جنوب الصحراء-، و قد لعبت الجزائر في العقود السابقة دورا أساسيا ورياديا في إفريقيا أهلها لأن تحظى بمكانة خاصة لدى حكام وشعوب بلدان إفريقيا وفقد ساهمت بفعالية في حل النزاعات السياسية والعسكرية المسلحة في مناطق عدة من القارة ، كما أنها لعبت دورا قويا داخل منظمة الوحدة الإفريقية ، وبعدها على مستوى الإتحاد الإفريقي ، وإن كانت الجزائر قد ركزت كثيرا على تطوير الجانب السياسي في نسج علاقاتها مع البلدان الإفريقية ، فإنها بذلت جهودا نحو تنمية التعاون الاقتصادي لكن ظروفا سياسية عالمية ومحلية حالت دون تواصل هذا الجهد منها سنوات العشرية السوداء التي تراجع فيها الاقتصاد الجزائري و عاشت خلالها الجزائر أقسى محنها ، وتلتها عقود حاولت فيها بلادنا استرجاع عافيتها و مكانتها و دورها السياسي والاقتصادي في إفريقيا لكن المهمة كانت صعبة و لم يستطع الاقتصاد الجزائري أن يتعافى و يقلع من جديد وفق ميكانيزمات وإستراتيجيات الحكم الراشد المطلبين لهذه الفترة لنعود من جديد إلى مرحلة المطالبة بالتغيير و القضاء على الفساد و الفاسدين الذين صالوا وجالوا في حراك شعبي تواصلت مسيراته السلمية على خلفية التحضير لانتخابات رئاسية قادرة على إخراج الجزائر من قوقعة الأزمة السياسية والاقتصادية العاجزة و التي تحتاج إلى الكثير من الدعم الذي يؤهل الاقتصاد الجزائري لأن يصبح منتجا و يكتسح الأسواق الإفريقية و يدخل ساحة المنافسة مع بلدان مجاورة استطاعت أن تتواجد اقتصاديا في عدة بلدان إفريقية تعتبر سوق واعدة مفتوحة للمزيد من الاستثمار و لقبول و استهلاك الصادرات الجزائرية المختلفة...