تعيش معظم بلدان العالم العربي حاليا حالة متقدمة من التمزق و التشتت والاضطرابات و عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، حيث أصبح العالم العربي اليوم في قبضة القوى العظمى في العالم أكثر من أي وقت مضى في غياب كل صور التضامن والتعاون بين الدول العربية التي فقدت تماسكها الداخلي و الخارجي و دخلت رغما عنها دائرة المخططات و الأجندات السياسية التي تعدها القوى العظمى في العالم ،و بهذا ازدادت بؤر التوتر و عدم الاستقرار و النزاعات المسلحة إن لم نقل الحروب التي تتحالف فيها بلدان عربية مع القوى العظمى ، ونتيجة لكل هذا تبقى الشعوب العربية ومستقبلها رهينة للمخططات الجيوإستراتيجية و الاقتصادية لتلك القوى الكبرى المتحكمة في اقتصاد وسياسة العالم كله ،و هي فعلا مرحلة من الضعف التي يعيشها العالم العربي الذي تقاسمته القوى الكبرى في العالم و رهنت مستقبله وثرواته ، وراهنت على إحكام سيطرتها عليه بكل الصيغ و الأشكال و الأدوار السياسية والاقتصادية المتاحة و ذلك مواصلة لسياسات الاستعمار التي استنزفت ثروات البلدان العربية منذ عقود كثيرة ولا تزال و إن تغيرت طرق و أسباب تدخلها في شئون البلدان العربية . إن المتأمل اليوم لخارطة الوطن العربي اليوم يصدم بدرجة التمزق والاختلاف التي تسود فيه وكأنه ليست هناك مصالح مشتركة، و علاقات تعاون ثنائية أو متعددة الأطراف ،و قضايا و تطورات سياسية واقتصادية تتطلب عقد لقاءات لدراستها وللتشاور من اجل حلها ، حقا لقد أصبح العالم العربي ممزق الأطراف و الأهداف والاستراتيجيات و ما من شيء يجمعه سوى النزاعات السياسية وحتى الحروب التي تشهدها بلدان مثل اليمن ، والوضع المتوتر في الخليج و تحديدا في مضيق هرمز الذي ألقى بظلاله على الجانب الاقتصادي و عبور ناقلات النفط ، والوضع في سوريا بكل أبعاده الدولية ، وفي ليبيا ليس الوضع بالجيد ، دون أن ننسى الوضع غير المستقر في العراق و التوترات الاجتماعية والسياسية هناك و كل هذا يعتبر صورا تشكل مشهد العالم العربي الممزق حيث ان كل بلد أصبح غارقا في مشاكله عاجزا عن حلها يراوح مكانه و لا يتقدم و لو خطوة واحدة ، وفي خضم كل هذا أصبحت قضية العرب والعالم الإسلامي على حد سواء وهي قضية فلسطين والاحتلال الإسرائيلي من القضايا المنسية التي وضعها الوضع المضطرب والمزري للبلدان العربية على الهامش .