- «المفتش الطاهر يسجل هدفا» أول فيلم سينمائي شاركت فيه تعرض الفنان ميمون كواكي إلى وعكة صحية خلال الأشهر الماضية ، و هو من الوجوه الفنية التي قدمت الكثير من الأعمال الفنية سواء على خشبة المسرح، السينما أو التلفزيون منذ الستينات القرن الماضي، حيث تميز بأدائه في فيلم «المفتش الطاهر يسجل هدفا « للمرحوم حاج عبد الرحمان، و فيلم « عيني على ولدي» للمخرج رشيد لكاع و أعمال مسرحية كثيرة، من أجل الوقوف على أخباره الصحية و الفنية ،كان لنا معه هذا اللقاء الجميل حيث حدثنا عن مساره الفني الطويل متأملا في غد جديد يحمل مشعله الشباب. ^ طمنا عن حالتك الصحية ؟ تعرضت لوعكة صحية خلال الأشهر الماضية والحمد الله تحسنت قليلا حيث تلقيت العلاج بالخارج، لكن مازالت تحت المراقبة الطبية التي أقوم بها من حين لأخر بفرنسا. ^ حدثنا عن مسارك الفني الطويل و الأعمال التي قدمتها في المسرح ،السينما و التلفزيون ؟ امتهنت التدريس كأستاذ لغة عربية في ثانوية علال محمد التقنية بوهران، و كان الفن هواية منذ الطفولة لأني كنت أحب مشاهدة الأفلام السينمائية، و كنت أحلم أن يكون اسمي مكتوبا في ملصقة (أفيش) فيلم سينمائي و أؤدي فيه دور البطولة، مما جعلني أدخل عالم الفن الرابع في عام 1963 ،حيث شاركت في أول عمل مسرحي بعنوان « الجزائر الحائرة» للمبدع بابا أحمد محمد الكبير ، وهو عمل تلفزيوني إذاعي بث سنة 1963، عندما كان مقر التلفزيون والإذاعة بمقرها القديم « ستي بيري»، كما شاركت في أول فيلم فيه رفقة الفنان المرحوم حاج عبد الرحمان في فيلم « المفتش الطاهر يسجل هدف « سنة 1977م حيث أديت دور المعلق الرياضي، فأعجب بأدائي و شجعني على التمثيل و صقل موهبتي أكثر مما أعطني دفعا للالتحاق بمعهد برج الكيفان، لكن ما كان يقدمه آنذاك الأساتذة لم يفيدني كثيرا لأن خبرتي المسرحية كانت أعمق بكثير مما كانوا يقدمونه للطلبة، فالتحقت بالإذاعة والتلفزيون لأشارك في بعض المسرحية الإذاعية و التلفزيونية رفقة جعفر بك و غيرهم من الفنانين الكبار. ^ ماذا تقول عن المرحوم حاج عبد الرحمان المعروف عند الجميع باسم المفتش الطاهر ؟ المفتش الطاهر، إنسان متواضع يحب الفن و الفنانين و يدعم الفن، و هو أول فنان محترف قدم أعمالا رائعة في قالب فكاهي و لولا أن غيبه الموت في سن مبكر لكان قد أصبح فنانا عالميا مثله مثل الفنان المغربي رؤوف أو مصطفي هيمون الذي لم تستغل قدراته جيدا لأن بحاجة فقط لمنتج جيد و عمل جيد، و هؤلاء الفنانين جميعهم بإمكانهم جلب العملة الصعبة للبلاد و لا ننسى أيضا يحي بن مبروك» لابرانتي». ^ أهم عمل مسرحي قدمته و بقي راسخا في ذاكرتك الفنية ؟ مسرحية «ميطامورفوز» للمخرج سعيد بوعبد الله التي نالت عدة جوائز، أعتبرها تحفة فنية اعتز كثيرا أنني شاركت في تقديمه، فنصها عبثي اقتبسه عمر فطموش عن النص الكاتب المسرحي العالمي « أوجين إينيسكو « و نالت مكانتها من خلال العروض الكثيرة التي قدمناها و كانت فعلا تحفة فنية. ^ ما هو أخر إنتاج فني قدمته لجمهورك ؟ كان أخر إنتاج شاركت فيه منذ 3 سنوات هو فيلم « عيني على ولدي» للمخرج رشيد لكاع و الحاج خربوش، و تلقى مشاهدة جيدة من قبل الجمهور الجزائري. ^ هل هناك مشاريع في الأفق ؟ هناك عدة مشاريع فنية مع بعض المنتجين ، لكن مع الوضع الراهن الذي نعيشه حاليا في البلاد كل شيء متوقف، وأنا مثلي مثل كل فنان عرف العديد من المشاكل في مساره الفني سواء من ناحية الأعمال التي قدمت أو عرفت مشاكل في التمويل و الإنتاج وهذه العراقيل جميعها تنعكس بالدرجة الأولى على أداء الممثل وتتعبه نفسيا، ورغم هذا هناك أسماء فنية من ضمنهم أنا شخصيا أعطت الكثير للمسرح والسينما، لكن هذه هي الحياة تقدمنا في السن وأصبحت عطائنا قليل و على الشباب اليوم حمل المشعل من أجل إثراء هذا القطاع الفني. ^ ما هي رسالتك التي تقدمها للشباب الموهوب ؟ التمثيل ليس عمل يمكن أن نعيش منه، بل هو موهبة و حب، لأن الاحترافية غير موجودة في الجزائر، و حتى عمال المسرح معاشهم لا يكفي بحكم أنهم يعملون ببناية مسرح، لذا يجب أن يكون هناك قانون ينظم مهنة الفن و يقدم للفنان بطاقة مثل بطاقة الحرفي ليستطيع أن يقدم أعمالا فنية حتى في الشارع و يمكن أن يحصل قوت عيشه منها بكل احترام و هذا ما نراه في المجتمعات الأوروبية لأن الشباب لا يمكن أن يعتمدوا على دعم الدولة فقط.