تحيي سينماتك وهران اليوم الوطني للهجرة ، الذي يخلد هذه السنة الذكرى ال 58 لمجازر 17 أكتوبر 1961 ، التي راح ضحيتها مئات المهاجرين الجزائريين المقيمين بباريس ، تعرضوا إلى أبشع ألوان التعذيب ثم رمي بهم إلى نهر السين ... من خلال عرض سلسلة من الأفلام التاريخية التي تسلط الضوء على ثورة التحرير الوطني ، و التي لا تزال تحظى بإعجاب الجمهور و لم تفقد بريقها قط إلى يومنا هذا ، حيث كانت و لا تزال علامة فارقة في تاريخ السينما الجزائرية ، التي أرخت كفاح و نضال الشعب الجزائري من أجل الإستقلال ... و بعد عرض فيلم « أكتوبر في باريس « من توقيع الكاتب و المخرج الفرنسي الراحل جاك بانيجال ، احتضنت هذه القاعة أول أمس السبت عرض فيلم « أبواب الصمت « للمخرج الكبير الراحل عمار العسكري ، في حين تجدد الموعد أمس الأحد مع فيلم « أبناء القصبة « للمخرج الكبير الراحل حاج رحيم و كذا فيلم « معركة الجزائر» من توقيع المخرج الإيطالي الكبير الراحل جيلو بونتيكورفو. معظم الأفلام التي تم عرضها بالمناسبة ، يعود تاريخ إنتاجها إلى ستينيات القرن الماضي ، باستثناء فيلم « أبواب الصمت « للمرحوم عمار العسكري ، الذي صدر سنة 1987 ، إذ لا يزال هذا العمل السينمائي المميز يشكل نقلة نوعية و مهمة في مسار الفن السابع ببلادنا ، حاول من خلاله المخرج الخروج عن النمطية و التجديد في السينما الجزائرية ، بأسلوب متميز ، بدى جليا في معالجته الفنية لهذا النص الدرامي ، و ايضا في كيفية التعاطي مع موضوع يكتسي قدرا من الحساسية ، يتمثل أساسا في علاقة الشعب الجزائري بفرنسا الاستعمارية... و هو ما جعل فيلم « أبواب الصمت « يحظى باهتمام ليس النقاد فحسب ، بل حتى الدارسين و الباحثين المتخصصين في سيميائية الصورة ، ممن قدموا قراءات تفصيلية و عميقة في هذا الفيلم السينمائي الثوري ، الحائز على جائزة خاصة من منظمة الاتحاد الإفريقي بقرطاج ، كما توج أيضا بجائزة الموسيقى في مهرجان البحر الأبيض المتوسط للسينما بالجزائر.