- أنجزت 36 ديكورا مسرحيا مع عمالقة الركح الجزائري احتضن عشية أول أمس رواق الفن «حضارة العين» بوهران معرضا للفنان التشكيلي زروقي بوخاري تحت شعار «بين الأفعال و بين الوجهات النظر»، بحضور وجوه فنية و ثقافية. والفنان المغترب زروقي بوخاري ينتمي إلى الجيل الأول من الفنانين الجزائريين الذين تحملوا مسؤولية حفظ الفن المعاصر الجزائري على الساحتين الوطنية و العالمية، وكان من بين الفنانين الأوائل الذين أنجزوا أعمالا بالتقنيات المزدوجة، حيث استخدم النحاس المحفور، وعرض في عدة معارض وطنية ودولية مثل فرنسا، تونس، المغرب، نواقشط، روسيا ، منذ سنة 1982 إلى غاية اليوم. وعلى هامش افتتاح معرضه الذي قدم فيه 21 لوحة جديدة كان لنا معه هذا اللقاء : ^ بعد سنوات طويلة من الغربة ، تعود اليوم عبر لوحات تعرض لأول مرة بوهران ؟ حدثنا عن الأمر ؟ غادرت الجزائر منذ 25 سنة نحو الخارج، وعدت 5 مرات أو أكثر إلى البلاد من أجل انجاز عمل بعض الديكورات الخاصة بأعمال مسرحية أو تلفزيونية منها ديكورات، خاصة بالمسرح الوطني بالعاصمة خلال السنة الثقافية في فرنسا، كما تعاملت مع الفنانة القديرة دليلة حليلو من أجل ديكور تلفزيوني خاص بها، وفيما يخص المعرض برواق حضارة العين، كان من المفروض أن يقاوم في شهر مارس الماضي رفقة المحافظ توفيق علي شاوش، لكن لظروف مادية تأجل الأمر إلى غاية اليوم وأنا سعيد اليوم بلقاء وجوه ثقافية و فنية من وهران. ^ ما هي المواضيع التي عالجتها من خلال لوحاتك المعروضة اليوم ؟ أعمالي المعروضة اليوم تحمل رسائل تبرز عالم الألوان والرموز التي تعالج الصراع بين الخير و الشر وتبرز جماليات الحياة والنور في قلب الإنسان، وأغلب المواضيع مختلفة، منبعها الإبداع المفتوح على نظرة الحياة والنور، ففي ميدان الفنون التشكيلية، الفن مفتوح لكن هناك من يحدد موضوع فيجد نفسه مسجون في قفصه، مثل المؤلف الذي يعالج موضوعا معينا في روايته، أو مخرجا سينمائيا من خلال سيناريو لفيلمه، فأنا أرى أن الفن يجب أن يكون مفتوحا على العالم الذي يحمل العديد من المواضيع المختلفة و كل فنان يمكن أن يراه من زاويته. ^ شاركت في انجاز العديد من الديكورات المسرحية رفقة عمالقة الفن الرابع منهم علولة، كاكي، كاتب ياسين، فماذا أضافت لك هذه التجارب ؟ أنجزت أكثر من 36 ديكورا مسرحيا مع عدة مخرجين مسرحيين من بينهم مسرحية الخبزة، العلق ، حمق سليم، الأجواد للمرحوم عبد القادر علولة، القراب، ناس ملاح لعبد الرحمان كاكي، غبرة الفهامة لكاتب ياسين، حافلة تسير، العيطة، لزياني شريف عياد وغيرها من الأعمال كما تحصلت على جائزة أحسن ديكور مسرحي في المهرجان الوطني للمسرح المحترف خلال سنتي( 1985/ 1986)، وأضيف لك شيئا، فإن العلاقة كانت متينة بين ديكور المسرح والفن التشكيلي، برغم أن فن السينوغرافيا لم يكن موجودا آنذاك، وهذه التجربة والمهنية في المسرح جعلتني أتمرس أكثر في مجالات متعددة منها الرسم التشكيلي، النحت، سينوغرافيا و غيرها. ^ كيف كانت علاقتك مع المرحوم عبد القادر علولة ؟ كان المرحوم عبد القادر علولة يختلف عن المخرجين الآخرين، كانت له طريقة متميزة في المناقشة حول العمل الذي يحضر لتقديمه للجمهور، كنا نتحدث يوميا إلى غاية الساعة الوحدة ليلا، نتعمق في حيثيات المسرحية، فعلى سبيل المثال عندما كنا نحضر لمسرحية «حمق سليم»، ذهب علولة إلى مستشفى الأمراض العقلية في مدينة البليدة من أجل أن يتعرف على تصرفات المرضى، حتى يتقمص الشخصية بكل أعماقها، فكان يمشي ليلا في شوارع العاصمة بلباسه الأزرق الذي قدم من خلاله شخصية سليم في العرض المسرحي، وتعلمت شيئا مهما بأن الفن هو مهنة، عمل، ثقافة، شجاعة، صراع، وأكثر شيء الفن هو الحياة. ^ كيف رأيت المجال الفني في وهران بعد عودتك ؟ لحد الآن زرت متحف المامو أين رأيت معرضا لطلبة مدرسة الفنون التشكيلية، وتأسفت كثيرا على الأعمال المعروضة التي لا ترقى إلى المستوى الفني الجيد، و هنا لا ألوم الطلبة لكن ألوم بشدة الأساتذة وهم في الأصل فنانين تشكيليين والذين يشرفون على تعليم أبنائنا بهذه الطريقة، فليس من يعرض على سبيل المثال لوحاته في مخبزة ويبيع لوحة يقول على نفسه فنان، بل يجب أن يكون باحثا في الفن وتعلم و درس على يد كبار الفن حتى يضع بصمته الخاصة ولاحظت أن تكوينهم ناقص جدا ولا يعرفون الكثير عن الفن التشكيلي وأساليب الرسم المعاصر .