يبقي ملف تنظيم الأسواق اليومية للخضر و الفواكه عبر تيارت يثقل كاهل السلطات المحلية بسبب الوضع الكارثي الذي آلت إليه هذه الأسواق. فقد غابت المخططات و البرامج لإعادة تهيئتها بهدف حماية المستهلك الذي يتردد يوميا على الأسواق لاقتناء حاجياته من الخضر واللحوم والفواكه وغيرها و قد أبدى التجار تذمرهم اتجاه الوضع الكارثي الذي أصبحت عليه مختلف الأسواق اليومية بتيارت حيث قنوات الصرف الصحي منفجرة في كل مكان و القمامات منتشرة و تبقى مكدسة دون أن يتم رفعها . و في الوقت الحالي عوضت الأسواق الفوضوية بولاية تيارت الأسواق الجوارية التي كان من المفروض أن تنظم النشاط التجاري و أصبح الباعة الفوضويون يبيعون المواد الفلاحية على متن سيارات تجول وسط الأحياء و بأسعار تنافسية الأمر الذي أخلط أوراق تجار التجزئة الذين يستأجرون المحلات . سوق حي «سوناتيبا» مصدر للأمراض بما أن السوق اليومي الذي يقع بحي «سوناتيبا» و الذي بدوره يحتاج إلى إعادة تهيئة شاملة لمختلف مسالكه من الطرق والأرصفة فإن حال هذا السوق اليومي والذي تم إعادة ترميمه منذ قرابة 4 سنوات بفتح محلات صغيرة لا تتجاوز مساحتها 20م2 و مساحات مخصصة لعرض مختلف المنتوجات الفلاحية إلا أن شكاوى التجار الذي يتجاوز عددهم 40 تاجرا يعانون الأمرين نتيجة اهتراء السوق بأكمله والذي صُرفت عليه أموالا طائلة قصد تجديده فاهتراء قنوات الصرف الصحي أدى إلى تسرب المياه القذرة و توضع السلع عليها بالرغم من المحاولات المتعددة لتنظيف المكان لكن انفجار قنوات الصرف الصحي حال دون ذلك مع العلم هنا أن الأمطار التي تتساقط أدت إلى تشكل برك مائية داخل السوق ما أدى إلى إتلاف الخضر والفواكه و يضطر التجار إلى رميها بالقرب من السوق اليومي تؤدي إلى تكدسها مما سبب خسائر لدى التجار. فاهتراء الجدران و أسقف هذا السوق أدى إلى تسرب المياه ما خلق فوضى بمحيط السوق نتيجة الإقبال الكبير للمواطنين الذي يبقي أحد اكبر الأسواق اليومية عبر مدينة تيارت وحسب ما أوضحه طبيب بيطري فإنه يتعين الآن إيجاد حلول سريعة للتكفل بهذا السوق اليومي الذي أصبح مصدر للأمراض المتنقلة عبر المياه بسبب تلوثها ولها تأثير على صحة المستهلك بما أن مختلف السلع تعرض فوقها تتسبب في ظهور بعض الأمراض و خاصة التسممات الغذائية . مديرية التجارة :الأسواق الفوضوية لا تخضع للرقابة و حسبما اكدته مصادر من مديرية التجارة بتيارت فإن السوق اليومي بحي «الفولاني» مصنف بالفوضوي اي أنه سوق غير منظم وغير مراقب من قبل مختلف الجهات الوصية بما أن اغلب التجار ينشطون بطريقة غير قانونية و تباع فيه لحوم مجهولة المصدر و منهم من يقول أن مصدرها مواشي نافقة أو مريضة وبأسعار تنافسية ما بين 400دج إلى حدود 800دج بينما اللحوم الحمراء المراقبة لدى القصبات يتجاوز سعرها 1300دج للكلوغرام الواحد فهذه المواشي هي مصابة بأمراض و منها الكيس المائي .وبالرغم من الوعود التي أطلقتها مصالح ولاية تيارت منذ أكثر من عامين بترحيل التجار إلى فضاءات أخرى بما أن أكثر من 80% من تجار التجزئة بهذا السوق اليومي يمارسون نشاط بيع اللحوم الحمراء والبيضاء التي هي خارج مجال المراقبة منذ عدة سنوات إلا أنهم مازالوا داخل هذا السوق مع العلم أن الوضع بداخله لا يمكن حتى تصوره وهذا نتيجة النفايات والمياه القذرة التي تغمره فلا وجود لسقف بل أغطية و بلاستيك وخلال الشتاء يضطر المواطن إلى اقتناء حاجياته وسط التسربات المائية في حين أن أسواق أخرى عبر دوائر تيارت قد توصف بالعشوائية وليست لها أي صلة بالسوق اليومي الذي تُحترم فيه المعايير التجارية كسوق السوقر الذي هو عبارة عن فضاء تجاري متّسخ و السلع معروضة في محيط ملوث لا مكان فيه لشروط الحفظ و سلسلة التبريد كل السلع معروضة في الهواء حتى سريعة التلف .و هذا السوق اليومي يعد من الأسواق الكبرى بدائرة السوقر يغرق في النفايات و الاوساخ بشكل يومي وهي الآن أصبحت مصدرا للحشرات والقوارض وانتشار الروائح الكريهة وهذا ما تشترك فيه اغلب الأسواق اليومية بتيارت في حين أن انجاز بعض الأسواق اليومية ببعض الاحياء بات لا يستقطب الكثير من المواطنين الذين يفضلون الأسواق الكبرى فهي عرفت بدورها فشلا ذريعا ليبقي أيضا السوق اليومي بدائرة قصر الشلالة هو ايضا يعاني من وضع بيئي كارثي ونفس الشيء بالنسبة للسوق اليومي بفرندة مع العلم أن بعض الأروقة والتي كانت لسنوات عديدة مخصصة لبعض النشاطات التجارية هي الآن مغلقة تماما و أصبحت هيكلا بلا روح بل تجاوز الأمر إلى استغلالها كأوكار للجريمة الأمر الذي اشتكى منه السكان بمدينة السوقر نتيجة الغلق الدائم لهذه الاروقة والتي الان اصبحت ملجأ لمختلف الجرائم ولحد الان لم يتم اتخاذ أي إجراءات قصد استغلالها أو فتحها و ترميمها حتى تعوض النقص في الأسواق اليومية التي تفتقر إليها الولاية . إخراج 100 تاجر من سوق «البلاصا» لترميمه بعد إطلاق مشروع ترميم سوق «البلاصا» بوسط مدينة تيارت منذ عدة أشهر والذي يعود تواجده إلى أكثر من 200 سنة اضطر 100 تاجر تجزئة للخضر والفواكه واللحوم للمغادرة والبحث على فضاءات أخرى مما زاد في تفاقم ظاهرة التجارة الفوضوية والتي انتشرت بشكل غير مسبوق عبر مختلف أحياء مدينة تيارت في انتظار استكمال مشروع التهيئة ونشير أن باعة الخضر والفواكه بالطريق المعروف ب«السبيكة» الذي يقع بمدينة تيارت رفضوا الخروج من هذا المكان الذي يعد نقطة تجارية بامتياز يستقطب العديد من المواطنين يوميا في انتظار إيجاد حلول لهذا المشكل الذي أصبح يؤرق التجار والمواطنين في ظل غياب برامج قد تكون كفيلة بتوفير أسواق يومية بالمقاييس التجارية .