- خبراء في التخطيط العمراني يطرحون إشكالية مخطط مبهم لحماية المعمار القديم فيما استحسن سكان العمارات بالصديقية و حي جيش التحرير و يغموراسن و غيرها من الأحياء مبادرة طلاء واجهات بناياتهم و تجميلها على أساس الحفاظ على طابعها المعماري و هذا تحضيرا للألعاب المتوسطية انتقد آخرون نوعية الطلاء المستعمل على جدران بنايات هي في الأساس تعرف تصدعات متفاوتة و رأوا أن الأولى هو البدء في إعادة التهيئة بدل الترقيع الخارجي و التزيين الذي لن يدوم أكثر من 5 سنوات ليعود الخراب إلى سابق عهده. يأتي هذا في الوقت الذي تتخبط أحياء المدينة في عدة مشاكل و نقائص تنموية تعد بدورها عاملا مهما لجمالية الوسط الحضري على غرار الطرقات المهترئة و مشكل انسدادها عند سقوط الأمطار فضلا على ظاهرة انتشار الأوساخ التي لم يتم القضاء عليها إلى اليوم إلى جانب سوء خدمات النقل و اهتراء الحظيرة الولائية للحافلات. و لعل اهم مشروع ينتظره السكان هو احتواء الطابع العمراني القديم و رد الاعتبار للمواقع الأثرية العريقة. هذا و قد استاء اساتذة و مختصون في المدينة و التخطيط العمراني بجامعة وهران التدخلات المسجلة في الوسط الحضري لمدينة وهران تحت شعار الاستعداد لتظاهرة الألعاب المتوسطية و التي اعتبروها تدخلات عشوائية غير منطلقة من منطق مدروس خاصة أمام إهمال آراء آهل الاختصاص و عدم إشراكهم في المشاريع التي تخص المدينة و كأن كل الجهود المبذولة تهدف إلى إظهار وجه جمالي مصطنع و مؤقت فقط من اجل التظاهرة التي ما تكاد ان تنتهي حتى تعود الأوضاع الى ماء كانت عليه و يعود الإهمال ليطال المدينة و معمارها. و من جهة أخرى يطرح أساتذة التخطيط العمراني و علم الاجتماع الحضري إشكالية المدينة العتيقة بما فيها البنايات القديمة التي لم تلق حقها من الاهتمام و الحماية و إعادة التأهيل و الترميم مشيرين في ذلك إلى معمار سيدي الهواري و حي الدرب العتيق و المدينة الجديدة و ميرامار و معمار واجهة البحر هذه المواقع التي تعتبر واجهة المدينة المتوسطية كما أنها من أهم المعالم الأثرية و السياحية و التي كان الأولى الاهتمام بها و بمعمارها و بالبنايات الهشة و المنهارة أجزاءها و التي بقيت هياكل خاوية مروعة المنظر دون إصدار اي قرار صارم يسمح بالتدخل الجدي لحماية المدينة القديمة و إعادتها للحياة. و أكد مختصون أن هناك أموال باهظة تصرف هباء و جهودا مبذولة من قبل الولاية و مديرية السكن و البلديات من اجل نتائج هي في الحقيقة مؤقتة -حسبهم كما انها لم تكن من اجل السكان في حد ذاتهم و لا من اجل المدينة و إنما هي من اجل التظاهرة المتوسطية و كل مشروع يقوم على هدف مؤقت لن يدوم طويلا و سرعان ما تطفو العيوب من جديد إلى الواجهة