يبدو أن وضع تلاميذ المناطق النائية بتيارت يستدعي الآن التدخل والتكفل بهم لما يعانونه من فقر و حاجة ماسة إلى مد يد المساعدة فالمشكل الآن لم يعد يتعلق بتزويد المدارس الابتدائية بالتدفئة فهذا ربما بعيد المنال حاليا بما أن أغلبها مزود فقط بالمدفآت التي تعمل بمادة المازوت خاصة منها المدارس التي تقع بمناطق و قرى جد بعيدة ونائية ويحتاج تلاميذها الآن إلى إعادة برمجة مشاريع توفير التدفئة المركزية وإن حظيت بها مدارس عاصمة الولاية إلا أن الأرقام الرسمية المقدمة تشير أنه تم القضاء على مادة المازوت بالمدارس الابتدائية بحوالي 92% غير أن واقع المدارس الابتدائية يؤكد أنها ما زالت تشتغل بمادة المازوت بدليل أن إدخال تقنية التدفئة المركزية والتي تشغل بالغاز الطبيعي تحتاج إلى توفر هذه المادة لكن أغلب القرى و المداشر حاليا بتيارت مازال سكانها يستعينون بقارورة غاز البوتان في الطهي والتدفئة وإن توغلنا إلى بعض المناطق فنجد التلميذ محروم من النقل المدرسي فكيف له أن يجد الدفء في قسمه. وبالمقابل أيضا بما أن الفقر يضرب بقوة بعدة مناطق من الولاية نتيجة البطالة وغياب فرص العمل فقد كان للتلاميذ نصيبهم من المعاناة اليومية و غالبا ما يتدخل أهل الخير والإحسان بتوفير ألبسة ومعاطف وأحذية للتلاميذ المحرومين بشتى المناطق النائية و منها خاصة مناطق مينا ببلدية توسنينة و مادنة و قصر الشلالة و عين الحديد و تاقين و غيرها. و يتم ذلك بصفة تلقائية أين يتنقل أهل الخير و بمسافات طويلة بحثا عن تلاميذ فقراء وهذا ما حدث فعلا خلال هذا الأسبوع أين قام شاب محسن بمبادرة فريدة من نوعها بتوزيع أحذية لفائدة التلاميذ المتمدرسين بالمناطق النائية منها مينا ببلدية توسنينة والتي كثر عنها الحديث لما يعانيه سكانها من فقر فبعد أن سُلمت الأحذية الشتوية عوضت الأحذية البلاستيكية والتي تدل فقط على فقر لا يمكن تصوره ونحن على نهاية 2019 فمن المفروض أن يتم التكفل بهذه الشرائح من التلاميذ الذين ينحدرون من عائلات فقيرة لا يمكن حتى تصور وسطهم المعيشي المثقل بالبؤس والشقاء وقد تحتاج عدة مدارس ابتدائية إلى هبة تضامنية وهذا نظرا لغياب التكافل الاجتماعي من المفروض أن تشرف عليه الجمعيات ذات الطابع الخيري للعديد من البلديات وتوفير ملابس شتوية من معاطف قد تقيهم من البرودة الشديدة التي تعرفها تيارت هذه الأيام وحتى توفير وجبة غذاء تعوض الخبز والبيض لوحدهما.
