يواصل أبناء جاليتنا المقيمة في الخارج ، الإدلاء بأصواتهم عبر مكاتب الانتخابات المفتوحة بالدوائر الدبلوماسية و القنصليات الجزائرية المتواجدة في كل دول العالم ، تحسبا للاستحقاق الرئاسي الذي ستشهد بلادنا يوم الخميس المقبل 12 ديسمبر ، تميزت في مجملها بأجواء بارة و بحرارة القلب المرتفعة و الحماس الكبير الذي أظهره كل أبناء الجزائر المقيمين في ديار الغربة ، لوضع حد للأزمة السياسية الطويلة و غير المسبوقة ، و حالة الضبابية و الغموض التي تلف المشهد السياسي الوطني ، منذ إسقاط العهدة الخامسة للرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة ، من قبل الحراك الشعبي ، الذي انتفض يوم 22 فبراير الماضي ، ضد حكم الفساد و رموزه ، ولا يزال متواصلا و متمسكا بمطالبه ، يأتي هذا بعد مرور أكثر من تسعة شهور ، من المسيرات الأسبوعية السلمية. مما لا شك فيه ، أن تاريخ 12 ديسمبر الحالي ، سيكون منعرجا حاسما في تاريخ الجزائر ، حيث سيغير لا محالة ملامح خريطتها السياسية ، كل ذلك يتوقف عما ستسفر عنه هذه الاستحقاقات الرئاسية ، التي تراهن عليها السلطة من أجل عبور الأزمة الراهنة ، و حالة الانسداد التي أثرت على البلاد و العباد على حد سواء ، لاختيار من سيتولى منصب رئيس الجمهورية ، الذي ظل شاغرا بسبب تداعيات هذه المعضلة السياسية ، التي تمدد عمرها أكثر من اللزوم و فاقت حدود المعقول ... إن أبناء الجالية الجزائرية المقيمة في الخارج ، يعيشون هذه الأزمة بأدق تفاصيلها ، و يقاسمون الشعب و اخوانهم و أخواتهم بأرض الوطن هذا الانشغال الكبير ، الذي بات هاجسا حقيقيا لكل الجزائريين ، في الداخل كما في الخارج ، و يبقى همهم الأكبر و قاسمهم المشترك هو مصلحة الجزائر قبل كل شيء. لقد سمح حراك 22 فبراير و معه الأزمة السياسية الراهنة ، من تقليص تلك المسافة الطويلة الفاصلة بين أبناء جاليتنا المقيمة في الخارج و أرض الوطن ، و أيضا في تلاشي كل الفوارق الزمنية بينهما ، و كذا توجهاتهم السياسية و العرقية على اخلافها ، التي اختزلها حب الجزائر ، و أثبتوا كالعادة أنهم يعيشون على ما يحدث في بلادهم الأم ، و يتنفسون حب الوطن ، بل و وطنيين بقلوبهم و أرواحهم ، و ليس بأجسادهم البعيدة عن الجزائر...