بانتخاب الشعب الجزائري للرئيس عبد المجيد تبون تكون البلاد، قد خطت خطوة أخرى نحو وضع لبنة إضافية في صرح الاستقرار.. انتخابات قيل عنها الكثير قبل أن تتم، وأسالت الكثير من حبر اليراع، عند من يتوجّسون خيفة من طمأنينة الجزائر، ومضيّها نحو الأمن والرفاه، نعم، يتوجّسون، متخوّفون، في الداخل وخصوصا في الخارج، لأن تقدم الجزائر يزعجهم ويقض مضاجعهم، وهم الذين شربوا من لبن الدسائس، والمكائد، بالرغم من أنهم يتناسون أن الوطن له حماة وبناة له شعب أبي، أصيل متمسك بجيشه وبمؤسساته الدستورية .... لقد أظهر الجزائريون على اختلاف فئاتهم العمرية حبّا عميقا ومبهرا في الارتباط بالأرض، وبرهنوا للعالم كلّه، أنّه مهما بلغت درجة الاختلاف في الرؤى والتصوّرات، يظل دوما الوطن في قلوب الملايين من رجاله ونسائه وشبابه. وطن قُدّر له أن يكون له شعب بمثل هذه الأصالة والشهامة... لقد راهن غلاة الاستدمار الجدد، على سيناريوهات مشؤومة، ومرحلة محمومة، لكن حساباتهم بعثرتها الإرادة الشعبية المكرّسة بالمادتين 7 و8 من الدستور، هاتان المادتان اللتان كانتا القلب النابض للحراك السلمي الذي طالب بإنهاء العهدة الخامسة، وإسقاط رموز الفساد.. اليوم، عهد جديد، ليس كسابقه، فالنوايا الحسنة اتضحت في إقامة جمهورية جديدة قوامها العدل والحرية، وقيم التضامن الوطني، كما أرادها بيان أول نوفمبر المجيد. حلم الشهداء، رحمهم الله ما زال حاضرا وقائما، حتى وإن نغصه مندسون بسلوكاتهم المنافية للأخلاق الجزائرية الصرفة، حلم، ما إنفك الشعب يحمله بفخر في وجدانه، ويتوارثه جيلا بعد جيل. يروي كفاح الأمة، وحراكها المتميز، في سبيل سؤدد الوطن أولا وقبل شيء.