لا شك أن الكثير من القراء و حتى مشاهدي الفضائيات الجزائرية , اطلعوا على قائمة أسماء وزراء الحكومة الجديدة, و التي نشرتها مختلف وسائل الإعلام كما وردت من المصدر , و من هذه الوسائل من اجتهد , و وضع لكل اسم صورة , و مع ذلك بقيت الخانات المخصصة لبعض الوزراء بيضاء لغياب صور أصحابها. و لأن قائمة الوزراء اقتصرت على الاسم و اللقب و الحقيبة الوزارية المخصصة له , فقدت عملية الاتصال بين المصدر و المتلقي فعاليتها , و ذهبت الرسالة الإعلامية أدراج التسرع غير المبرر, و أصبح حتى رجال الإعلام رهائن لما يجود به مستخدمو الانترنيت من معلومات إضافية عن هذا الوزير أو ذاك , و لكن يبدو أنه حتى هذا الفضاء الشاسع , خيب آمالهم , لأنه فضاء لا يمنح إلا ما يوهب له سلفا , و من سوء حظ بعض وزراء التشكيلة الحكومية أنهم لا وجود لهم في هذا الفضاء , إلا بما تعلق بتقلدهم مناصب في الحكومة الجديدة , و ظل الباحثون عن معلومات إضافية عنهم على ظمئهم . طبعا هذا الأمر ليس حكرا على تشكيلة الحكومة الحالية , و إنما هو تقليد متبع خلال ما سبق من حكومات , التي تقدم للرأي العام بنفس الروتين و بالحد الأدنى من المعلومات عن أعضائها ,و كنا نأمل على أن تبادر إحدى حكومات التكنوقراط المتعاقبة بتصحيح هذا الخلل المزمن الذي لم يعد له مبرر في عصر الرقمنة.و قد تكون البداية لأي عمل جاد بتجاوز الأخطاء الشكلية .