تسلم وزراء حكومة الوزير الاول عبد العزيز جراد مهامهم بصفة رسمية لمباشرة علمهم على رأس القطاعات التي كلف بالإشراف عليها وتسييرها بكفاءة وحكمة واقتدار وقد جاءت تصريحاتهم الاولى متفائلة ومعبرة عما يريدون تحقيقه من انجازات واصلاحات والقطيعة مع اساليب التسيير السابقة المتصفة بالفساد والبيروقراطية والمحسوبية وعدم الشعور بالمسؤولية والتي اوصلت البلاد الى شفا الهاوية ولولا الحراك السلمي والعناية الالهية لكانت الكارثة. وقد بدأت الحكومة نشاطها الفعلي نهار امس بأول اجتماع لمجلس الوزراء تحت اشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي يكون قد حدد خطة عمل الحكومة في المرحلة القادمة . واذا نظرنا الى المستوى العلمي لدى اعضاء حكومتنا الجديدة وتصريحاتهم القصيرة فيمكننا أن نتفاءل بالنجاح رغم خيباتنا السابقة والحقيقة انها فرصة نادرة لإحداث التغيير الشامل والكامل على مستوى مؤسسات الدولة والادارات العمومية وربطها بواقه الشعب وجعلها في خدمته ومن الضروري أن يجري كل وزير تشخيصا لقطاعه بإحصاء الموارد البشرية والمادية وكيفية استغلالها استغلاليا علميا وعقلانيا حيث يتم وضع كل شيء في مكانه واسناد المسؤولية لمن هم أهل لها ووضع مخطط عمل لكل ادارة او مصلحة مع تشديد المراقبة والمتابعة والمحاسبة على كل كبيرة وصغيرة بإقرار مبدأ الجزاء والعقاب بترقية العاملين الناشطين والمسؤولين المجتهدين ونجعل الكفاءة والاخلاص وبالاجتهاد كمقياس للترقية وتولي المناصب والمسؤوليات الهامة والقضاء على المحسوبية والولاء والجهوية والرشوة والتملق والتزلف والمحاصصة. * المجال للكفاءة اعتقد ان التغيير لا يأتي بين عشية وضحاها لكن الانطلاقة القوية والصحيحة لمواصلة السباق حتى النهاية تعتبر مؤشرا على امكانية تحقيق النجاح الذي يكون بالتخطيط والعمل والانجاز واستغلال الامكانيات وليس الخطب. وليكن شعارنا القليل من الكلام الكثير من العمل والتركيز على الجودة بتطبيق المقاييس العالمية واذا كان البعض يراهن على قطاع الفلاحة من أجل انتاج غذائنا والتصدير فلابد من التوعية والمراقبة في استعمال الاسمدة والادوية بالكميات المطلوبة والقضاء على الفوضى الموجودة في هذا القطاع دون اهمال القطاعات الاخرى كالتجارة والسياحة والتعليم والصحة فالخدمات متدنية والنتائج هزيلة والنجاعة مفقودة والحقيقة ان من يتولى المسؤولية من الصعب ان ينام الليل في هدوء ودون قلق وكان الله في عون الجميع.