يمثل التعليم الركيزة الاساسية للنهوض والتطور وبناء مجتمع العلم والمعرفة وجعله قويا متماسكا متطلعا نحو المستقبل الافضل وكل الدول المتطورة كالولاياتالمتحدةالامريكية والمانيا واليابان اعتنت بالتعليم وسخرت له كل الامكانيات المادية والبشرية باعتباره استثمارا مربحا وقد سارت على دربها الدول الناهضة كالصين والهند والبرازيل وتركيا وغيرها ولهذا تجد تلك الدول تجعل التعليم في أولوية اهتماماتها وتخضعه للتقويم والاصلاح باستمرار باشراك الخبراء في مختلف التخصصات . وقد اهتمت الجزائر بالتعليم والتربية منذ استرجاع الاستقلال وعملت على تعميمه وجعله مجانيا في كل اطواره من الابتدائي الى التعليم العالي وانفقت عليه الكثير من الا موال لكن النتائج لم تكن مرضية والمستوى في تراجع والاصلاحات التي ادخلت عليه زادته ضعفا وتدهورا بسبب الصراع المفتعل بين بعض التيارات والذي انعكس سلبا على القطاع كما حدث بين المعربين والمفرنسين والياساريين والاسلاميين والعلمانيين فكل طرف اصبح يستهدف التعليم لنشر ايديولوجيته وافكاره حتى وان كان لا تناسب الشعب الجزائري ولا تخدمه وتحول الاصلاح الى تشويه مستمر ونقل سيئ لتجارب أجنبية مع حشو المناهج الدراسية بمواد كثيرة وملء محفظة التعليم بالكتب والكراريس كأنه حمار يحمل اسفارا وحتى التوقيت اليومي والاسبوعي تم التلاعب به بجعل الجمعة والسبت عطلة ورفع ساعات الدراسة الى 7ساعات في اليوم دون مبرر ناهيك عن الخلل الموجود في المناهج والمقررات وطرق التدريس والكتاب المدرسي الذي لا يستجيب لأدنى المقاييس والشروط العلمية والتربوية . ففي بعض الولايات تم الاستغناء عن استعمال كتاب اللغة الفرنسية للسنة الرابعة متوسط الجيل الثاني لكثرة الاخطاء به فلا عجب ان نجد ابناءنا عاجزين عن تعلم اللغات الاجنبية (...). لقد حان الوقت للشروع في إصلاح منظومتنا التربوية واعادة النظر فيها والتخفيف من عبء المحفظة كما اكد عليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون امام مجلس الوزراء الاحد الماضي واعادة الاعتبار للعملية التعليمية وربط المدرسة بسياسة الدولة وابعادها عن الصراعات الحزبية والايديولوجية التي اثرت عليها كثيرا فتم ضرب التعليم الاصلي اولا ثم التعليم التقني بدل تطويره لمواكبة العصر من اجل تخريج المهندسين والتقنيين الذي يساهمون في النهضة الاقتصادية والصناعية . والعجيب انهم يحاولون انشاء بكالوريا للتكوين المهني بدل تكوين حرفيين من اجل العمل والنشاط فيجب ان تنتهي هذه المهازل التي ادت الى كوارث في قطاع التربية والتعليم فصار الشباب يتندرون في مواقع التواصل الاجتماعي بالمعلمين والاساتذة فلابد من اصلاح جذري وعميق يمس كل جوانب التعليم من معلمين ومكونين ومناهج ومقررات وكتاب مدرسي وقوانين وعلاقات عمل وتسيير وطرق تدريس اذا أردنا النجاح . ولا مانع من الاستعانة بالتجارب السابقة التي اثبتت نجاحها ومنها طريقة تدريس اللغات الاجنبية والعناية بتدريسها والاهتمام بالعلوم الانسانية فنحن نحتاج الى علماء وخبراء وكفاءات في كل التخصصات للنهوض ببلادنا ولدينا الامكانيات لفعل ذلك اذا توفرت الارادة القادرة على تحريك وتجنيد المواطنين لربح الحرب ضد التخلف.