تمر، هذه السنة الذكرى الثالثة للاحتفال بترسيم "يناير" رأس السنة الأمازيغية، عيدا وطنيا ويوما مدفوع الأجر، و يبقى ترسيم هذا اليوم تكريس حقيقي للهوية وتعزيز للوحدة الوطنية في انتظار المزيد من المكاسب التي تصب لصالح هذه اللغة الأم . ويحتفل الجزائريون على غرار شعوب شمال إفريقيا برأس السنة الأمازيغية المصادف ل 12 جانفي 2020، وتحتفل الجزائر برأس السنة الأمازيغية، في الذكرى الثالثة لاعتماد 12 يناير عيدا وطنيا ويوما مدفوع الأجر، وبعد 3 سنوات من إقرار الأمازيغية لغة رسمية للبلاد، إلى جانب العربية بموجب الدستور، لا تزال العديد من التحديات تواجه هذه اللغة من توحيد وإقرار طريقة كتابتها إلى غاية إنشاء أكاديمية فعلية تنشط وتعمل على إعطائها المكانة الحقيقية التي تستحقها. وتعود بداية التقويم الأمازيغي إلى سنة 950 قبل الميلاد والتي شهدت انتصار الملك الأمازيغي شيشناق على ملك الفراعنة المصري رمسيس الثالث وبالضبط في ال 12 من هذا الشهر، ومنها بات التأريخ لهذا العام عند قبائل الأمازيغ في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وأمازيغ الساحل الصحراوي. ورغم أن هناك عدة أساطير تتحدث عن بداية هذه السنة ومرجعيتها ككون الحدث مرتبط بالمرأة التي كسرت أسطورة الإله "يناير" في هذا اليوم وخرجت لترعى غنمها قبل أن يعثر عليها مجمدة وقطيعها في يوم مثلج بارد وأساطير أخرى كالتي تروى الأحداث الفلكية للانقلاب السنوي من فصل لأخر وفيه بالذات التحضير لموسم فلاحي مقبل ما يعني أن جلب أسباب السعادة خلال السنة القادمة يستحق بعض التضحيات لذبح ديك أو تحضير وليمة كفأل خير. ولكن حكاية الملك "شيشناق" وتغلبه على فرعون مصر يراها المؤرخون بالجزائر أقرب للاحتفال بها وبهذا اليوم. ويعتبر، إقرار احتفالية رأس السنة الأمازيغية " يناير" كيوم وعيد وطني من قبل الرئيس الأسبق، عبد العزيز بوتفليقة، تكريسا حقيقيا للهوية وتعزيزا للوحدة الوطنية ومن شأنه إعطاء دفعة كبيرة للغة الأمازيغية كما سيعمل على ترقيتها وانتشارها ومنحها فضاء أوسع لتحقيق حضورها بالشكل المطلوب باعتبارها إرثا مشتركا بين كل الجزائريين. وتعرف الاحتفالات بهذه المناسبة تنظيم عدة نشاطات تتنوع بين اقامة معارض للفنون التقليدية وتجسيد برامج متنوعة لعرض عادات وتقاليد العائلات الجزائرية في الاحتفال بهذه المناسبة التي تعد فرصة للتعرف على يناير في شقيه الفولكلوري والتاريخي.