لقد تعرضت المنظومة التربوية للعديد من التغييرات والاصلاحات منذ استرجاع الاستقلال مست مختلف الجوانب فيها من مناهج ومقررات وكتب مدرسية وطرق تدريس وقوانين وتنظيمات لم تؤد الغاية منها وزادتها ضعفا واضطرابا وتدهورا في التلاميذ والمعلمين والاساتذة والمسيرين لان تلك الاصلاحات كانت ترقيعية وتحريفية وأيديولجية ولم تكن مبنية على دراسات علمية ومعارف وخبرات تربوية مما شكلت صعوبات وخيبات أمل لدى الاولياء واثرت على اجيال لم يتلقوا التربية والتعليم والتكوين بشكل صحيح وقد حان الوقت للشروع في اصلاح عميق وشامل لمنظومتنا التربوية مبني على أسس علمية وتربوية باشراك اهل الاختصاص والتجربة فلا تنمية ولا تقدم ولا تطور دون النهوض بالتربية والتعليم فهو حجر الاساس في كل تحول ايجابي نرغب في تحقيقه ولنا في الدول المتقدمة المثل الحي في ذلك وان يكون الاصلاح المنتظر مرفقا بتحسين وضعية المعلمين واختيارهم على أساس الكفاءة العلمية والقدرة على العطاء والرغبة الاكيدة والملحة لممارسة مهنة التعليم والافتخار بالانتساب اليها وليس بحثا عن منصب شغل وراتب شهري ولو على حساب ابنائنا. ومن الامور التي يمكن معالجتها ايضا تبسيط المعارف وتقديمها بأسلوب جذاب وممتع والتركيز على المواد الاساسية بدل حشو راس التلميذ وملء محفظته . ففي التعليم الابتدائي يجب ان يتقن التلميذ القراءة والكتابة والتعبير شفويا وكتابيا والحساب (الرياضيات) وان يعاد النظر في شروط الترقية لمنصب مدير لان خمس سنوات تدريس غير كافية لتسيير مدرسة حديثة والاشراف عليها إداريا وتربويا فلابد من 10سنوات ممارسة على الاقل وفي التعليم المتوسط والثانوي توجد حاليا افضلية لأساتذة العلوم الانسانية كاللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والعلوم الشرعية لان نظام التعليم المرتكز على الثقافة العامة يخدمهم على حساب اساتذة الرياضيات والفيزياء والعلوم في الترقية لمنصب مدير. كما يجب اعادة النظر المواد التي يدرسها التلاميذ في المتوسط والثانوي والتقليص من حجم بعض المواد كالتاريخ والجغرافيا والاكتفاء بخلاصات مركزة بدل التطويل والاسهاب وايراد التفاصيل فأمام المشرفين على قطاع التربية والتعليم والعاملين فيه مهام كبيرة وخطيرة للقيام بالإصلاح الشامل والمفيد خدمة للشعب والوطن وان يتم ذلك بإرادة وعزيمة وقصد شريف وغاية نبيلة. لقد وعد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بإصلاح المنظومة التربوية واعتبرها من الاولويات ولن يطول الانتظار لتجسيد الاصلاح في هذا القطاع