تشهد الجزائر في الفترة الأخيرة تحركات و مباحثات سياسية مكثفة حيث أضحت محطة نشيطة للقاءات دولية هامة تمثلت في زيارة وزراء خارجية مصر وتركيا ورئيس المجلس الرئاسي في حكومة الوفاق الوطني الليبية ، كما جرت اتصالات هاتفية و مشاورات مع بلدان مثل الإمارات ومصر وألمانيا ، وتلقى رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون دعوة من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل لحضور مؤتمر برلين حول الأزمة والوضع في ليبيا يوم الأحد المقبل إذ يعتبر هذا المؤتمر حدثا حاسما و مهما على مسار البحث عن حل ومخرج سياسي للصراع في البلد الشقيق ليبيا الذي كثفت الجزائر جهودها لتقديم يد العون له على الصعيدين الإنساني والسياسي انطلاقا من حرصها على تحقيق الاستقرار، وتهدئة الأوضاع في المنطقة لتفادي ما لا تحمد عقباه والمحافظة على الوحدة الترابية وسيادة ليبيا الغارقة منذ عام 2011 في دوامة من النزاعات المسلحة و هو ما من شأنه زعزعة امن البلدان المجاورة مادام هذا البلد مفتوحا أمام كل التدخلات الأجنبية في ظل المصالح والتحالفات و عدم الاستقرار و الفوضى السياسية والعسكرية السائدة . إنه من المؤكد جدا أن الجزائر كعادتها قد تحركت دبلوماسيا و إنسانيا باتجاه حل الأزمة في ليبيا الشقيقة و رفع المعاناة عن شعبها بدافع التضامن و الأخوة ،وخدمة منها لمتطلبات أمن المنطقة، انطلاقا من اعتبار الجزائر نفسها طرفا مهما في مسار أي حل بحكم الجوار الجغرافي ، وكذا تأثرها بكل ما يمس السلم في ليبيا ، وفي هذا المنحى لم تذخر أي جهد حيث كثفت الاتصالات والتحركات على مستوى وزارة الشئون الخارجية ، وكانت لها كلمتها التي تقولها ،و جاءت أولى الثمرات موافقة أطراف النزاع على قرار وقف إطلاق النار ،وأيضا اللقاء الذي ضم تلك الأطراف في موسكو وفتح المجال للحوار و طرح الحلول وتقريب وجهات النظر المختلفة ،في انتظار ما سيسفر عنه مؤتمر برلين يوم من توصيات ونتائج ومواقف جديدة قادرة على فتح المجال أمام حل سياسي وتفاهم وتوافق بين الفرقاء .
