ستدخل الجزائر عهدا جديدا من الاصلاح والتغيير والتقويم واعادة البناء لمؤسسات الدولة التي تضررت من الاختلالات وسوء التسيير والبيروقراطية والفساد في السنوات الماضية وقد تبين من خلال الاجتماع الثاني لمجلس الوزراء يوم السبت الماضي تحت اشراف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أن القيادة السياسية عازمة على احداث القطيعة مع نظام الحكم السابق والعمل على بناء جزائر جديدة قائمة والتأسيس لدولة الحق والقانون والديمقراطية والحرية والمساواة وحقوق الانسان. وقد أعلن رئيس الجمهورية عن بداية التقويم لمسار مؤسسات الدولة لتؤدي وظائفها بجودة واتقان بشفافية ونزاهة وذلك من خلال عمليات التحديث والتطوير وتوفير الامكانيات المادية والبشرية حيث يمكن اعادة النظر في القوانين والتنظيمات التي تحكم سير مؤسساتنا لتتمكن من العمل وفق المناهج والاساليب الجديدة في الادارة والتسيير مما يسمح لها بالمبادرة والعمل وتجاوز الصعوبات والعراقيل والحواجز البيروقراطية وبالمقابل يتم تزويدها بالوسائل التقنية الجديدة والمتطورة وادخال الرقمنة للتحكم في العمل والانجاز وفتح ابواب المسؤولية للإطارات الشابة المؤهلة علميا ومعرفيا ذات الكفاءات العالية القادرة على العمل والنشاط وحسن التسيير وتوظيف معارفها العلمية والتقنية لصالح المؤسسات التي تنتمي اليها. لابد أن تتخلص مؤسساتنا من ارث الماضي وما فيه من مظاهر الفساد والاهمال والتهاون والتبذير والاتكال والمحسوبية والرشوة والوساطة والجهوية وتفتح الابواب امام وجوه جديدة تريد العمل المنتج والمبدع وتسعى للنهوض والنجاح ولها الثقة في نفسها تتوفر فيها شروط الكفاءة العالية والنزاهة والاخلاص والتفاني في خدمة الوطن والرفع من مكانته بين الدول والامم وان تكون الترقية والتعيين في مناصب المسؤولية قائمة على ذلك مع اشراك الجامعات في التكوين والتأهيل والتخطيط ودراسة المشاريع وتقديم المقترحات والمساهمة في نقل المعرفة العلمية والتقنية وتوظيفها في خدمة التنمية الوطنية . فالحركة يجب ان تكون شاملة لكل مؤسسات الدولة وبالتعاون والتنسيق بينها وتبادل التجارب والخبرات للنهوض بكل القطاعات وقد يكون ذلك صعبا في البداية خاصة عند أولئك الذين تعودوا على الراحة والارتخاء وراء المكاتب المكيفة وغلب عليهم النوم والكسل وثقل الحركة لكن الامر يبدو عاديا بالنسبة لأهل الطموح والعزيمة والارادة الحالمين في مستقبل افضل ولدينا منهم الكثير لأننا نملك أكثر نسبة من الشباب المتخرج من الجامعات والمعاهد الذي ينتظر اتاحة الفرصة امامه ليبرهن عن قدراته وسنرى ذلك قريبا بحول الله.