أكد العارفون بالنشاط الجمعوي بولاية مستغانم أن نسبة كبيرة من الجمعيات المتواجدة عبر تراب الولاية تعد حبرا على الورق بسبب ابتعادها عن الدور المنوط بها الذي تأسست من اجله و المتمثل في تنشيط المجتمع المدني بالولاية في مختلف المجالات ، مؤكدين أن معظم الجمعيات ليس لها نشاط على أرض الواقع ، حيث تحصل على اعتماد بإنشائها ولا تعمل في الميدان . و هي تسير عكس ما تقتضيه الظروف الاجتماعية . و أشار أحدهم أن تلك الجمعيات لا تستيقظ من سباتها إلا في المناسبات على غرار شهر رمضان المعظم أو عند الحملات الانتخابية . مضيفا أن دور منظمات المجتمع المدني لا يكون رمزيا للواجهة أو تؤسس من أجل جعلها وسيلة للكسب والارتزاق وهو ما لم يعد مقبولا في ظل الواقع الذي يعيشه السكان. و لفت إلى أن معظم الجمعيات أصبحت شبيهة بالأحزاب السياسة أكثر منها منظمات من المفروض أنها تدافع عن كل فئات المجتمع وهو ما فتح المجال أمام النشطاء الأحرار الذين أصبح تأثيرهم أكثر من تأثير الجمعيات والمنظمات ، على غرار انتشار ظاهرة جمع الأموال في الطرقات من بعض الشباب دعما و مساعدة لبعض المرضى الذين يكونون بحاجة إلى عمليات جراحية في الخارج و ما أكثرهم بولاية مستغانم إلى جانب مبادرات من السكان لبناء منازل فردية لبعض المعوزين في مختلف المناطق النائية. وهو من المفروض أن يكون دور الجمعيات المعتمدة التي تعتبر وسيط بين السكان و السلطات المحلية . احتجاجات غاب عنها ممثلو المجتمع المدني و قد أثارت العديد من الاحتجاجات مؤخرا ضد تدني مختلف مجالات التنمية على مستوى بعض البلديات على غرار عشعاشة و الصفصاف و السوافلية و غيرها الكثير من علامات الاستفهام حول دور الجمعيات المحلية المعتمدة على أرض الواقع، فرغم عددها المتزايد ، إلا أن لا أثر لها في الميدان وهو ما يستوجب البحث والتساؤل لماذا غابت الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني عن المشهد العام في مستغانم رغم أنها لا تزال تتلقى الدعم دون أن يكون لها نشاط يذكر في الميدان؟ و تحصي ولاية مستغانم ، أزيد من 3000 جمعية من مختلف التوجهات الثقافية العلمية والاجتماعية والرياضية والدينية والبيئية وغيرها، إلا أن هذا العدد من الجمعيات، اختلف في الهدف ، بين جمعيات فاعلة تبحث عن خدمة المجتمع بشتى الوسائل بما في ذلك العمليات التطوعية والميدانية، حيث يعتمد أصحابها على المبادرة، والبحث عن وسائل مادية وحتى مالية من مؤيديها عن طريق التطوع. أهداف مادية تحفز أصحاب الجمعيات وتقول مصادرنا أن الكثير من أصحاب تلك الجمعيات، كانوا يسعون من خلال إنشائها للوصول إلى أهداف مادية من بعض المصادر المعروفة في دعم الجمعيات ، على غرار الصندوق الولائي و البلدي بما يعرف ب 3 بالمائة من ميزانية البلديات المخصصة للجمعيات ، بيد أن المتتبع للنشاط الجمعوي بالولاية يتأكد له أن نسبة كبيرة من جمعيات ومنظمات المجتمع المدني توجد في سبات عميق فلم يشاهد السكان طيلة فترات زمنية طويلة أي تحرك لهذه الجمعيات رغم أن الساحة الاجتماعية كانت مليئة بالمتغيرات و رغم أيضا أن وظيفة المجتمع المدني تتمثل في ترسيخ ثقافة المواطنة وتربية الناس على أسلوب الحوار والمشاركة الفعالة في بناء الفضاء المشترك و نقل القيم. عراقيل تعترض الجمعيات الفاعلة بالمقابل ، توجد جمعيات تنشط في الميدان ، إلا أنها لا تحظى بالدعم، ورغم ذلك استطاعت بمجهودها الخاص أن تثبت وجودها، ولكنها تواجه عراقيل منها جمعية توحد أمل مستغانم التي استطاعت أن تلم 50 طفلا مصابا بالتوحد غير أنها كوفئت بغلق أبواب المركز الذي تنشط فيه ما جعل تلك الفئة من الأطفال في مفترق الطرق . كما تتواجد جمعيات نشطة طوال السنة على غرار فاعل الخير التي تقوم بمساعدة الفئة المعوزة من السكان و تنظيم أعراس جماعية للفقراء و كافل اليتيم و أخرى في مختلف الميادين و التي فرضت نفسها ميدانيا. و في رصد لانطباعات بعض سكان مستغانم حول دور الجمعيات ولجان الحي اجمعوا على أنهم لا يثقوا في العديد من الجمعيات والمنظمات وأضافوا أن أغلب الشباب من مختلف مناطق الولاية لا يعلمون بوجود جمعيات في بلدياتهم، والكثير منهم لا يؤمن بهذه الجمعيات حتي و إن عرف بوجودها باعتبارها تستنزف المال العام، ولا يوجد لها أي أثر على أرض الواقع.