كالعادة جرت السبت الماضي عملية القرعة عبر كافة بلديات الوطن للاختيار 41300 مواطن , المرشحين لأداء مناسك الحج هذا العام , في انتظار قرعة أخرى مقررة خاصة بالمسنين الذين تجاوز عمرهم 70 عاما ,و عدد مشاركاتهم في قرعات الحج المرهقة 10 مرات أو أكثر, دون أن يحالفهم الحظ . و الملاحظ على مسار التسجيلات لأداء فريضة الحج و إجراءات القرعة , قد تغيرت هذا العام بإجراء قرعتين في نفس اليوم الثانية خاصة بموسم الحج المقبل 2021 , و هو تغيير يتيح لحجاج العام القادم , الاستعداد الجيد دينيا خاصة و ماديا لأداء هذه الفريضة العظيمة على أحسن وجه. و لكن الأمر المهم الذي تغير هذا العام هو الارتفاع المحسوس لحصة البلديات من جوازات السفر الخاصة بالحج ,و هي زيادة قد تنسب إلى ارتفاع حصة الجزائر من تأشيرات الحج الممنوحة من طرف المملكة السعودية من 36 ألف تأشيرة خلال السنوات الماضية إلى 41300 تأشيرة هذا العام , علما أن المعيار المعتمد من طرف السلطات السعودية في هذا الشأن في تحديد حصص الدول هو ألف تأشيرة لكل مليون نسمة , و بالتالي فإن حصة الجزائر ما زالت لم تكتمل بحسب هذا المعيار , إلا إذا كانت السلطات الجزائرية قد صرحت أن عدد سكان البلاد هو 41.300.000 نسمة . لكن عند مقارنة هذه الزيادة في عدد جوازات الحج على المستوى الوطني , مع حصص البلديات و الولايات , نلاحظ أنها زيادة كادت تبلغ الضعف عما كانت تحظى به الجماعات المحلية , إلى درجة أن الحصص كادت توازي المعيار المعتمد في تحديد حصة البلاد أي تأشيرة لكل ألف نسمة ؟ و لا يمكن هذا أن يتم إلا في حالة واحدة, و هي عند تطبيق مبدأ المساواة بين جميع المواطنين في طريقة الحصول على تأشيرة الحج , أي القرعة التي لا تفرق بن المواطن من الدرجة الأولى و الثانية و الثالثة ...فهل بدأ إلغاء هذا التمايز , بإلغاء تأشيرات المجاملات التي كانت تستحوذ على أكثر من 40 في المائة من حصة البلاد ؟