معركة " اللبة" من المعارك المعروفة التي جرت وقائعها بولاية سعيدة بتاريخ 21 ماي 1958 بالحساسنة، حيث كانت يومها الساعة تشير إلى السابعة مساء عندما اجتمع 150 مجاهدا بأحد الدواوير ببلدية الحساسنة، ينتظرون قدوم المجاهد مصطفى مولاي وهو المسؤول على الناحية العسكرية الثالثة خلفا للشهيد عبد الرزاق، وبينما هم في الانتظار فاجأتهم قوات العدوّ الفرنسي بأعداد من الجنود والمدرّعات والأسلحة الثقيلة ، لتنتهي المعركة بمقتل 15 عسكريا فرنسيا وجرح جندي من جيش التحرير الوطني . وبعد مُشادات دامت ساعات طويلة ، انتقل المجاهدون لقضاء ليلتهم في المكان المسمى" بن مساعد"، وفي حدود الساعة الرابعة من صباح اليوم الموالي التحقت بالمجاهدين مجموعة من " القومية" لتشتبك معهم، حيث دامت وقتا طويلا استولى فيها المجاهدون على عتاد حربي يتمثل في 35 سلاحا وآلة للاتصال اللاسلكي إلى جانب 4 أحصنة وقتل 40 قوميا وجرح مجاهد واحد، بعدها انتقل هؤلاء المجاهدين إلى منطقة " اللبة " في صبيحة نفس اليوم لتلحق بهم قوات هائلة من الجيش الفرنسي من كل الجهات مدعمة ب15 طائرة مقنبلة وآليات حربية جهنمية من دبابات ومدافع وكل أنواع الأسلحة الفتاكة . حيث بدأت المعركة من الساعة ال10 صباحا إلى حدود منتصف الليل، لكن رغم كل هذه الآليات الحربية والعدد الكبير من الجنود الفرنسيين، إلا أن المجاهدين استطاعوا المقاومة بكل شجاعة، حيث تكبد المستعمر الفرنسي خسارة كبيرة في العدة والعتاد تمثلت في مقتل 152 جندي فرنسي وإسقاط 3 طائرات حربية ،كما تم الاستيلاء على 32 قطعة سلاح متنوعة، مع استشهاد 25 شهيدا في هذه المعركة التي بقيت شاهدة على تاريخ الولاية والجزائر ككل.