أصبح نزول المطر في عز الشتاء، حدثا مهما يترقبه الجزائريون بشغف كبير، ويسارعون إلى التقاط صور زخات المطر وهي تتهاطل، لقد بات هذا الفصل لا يختلف عن بقية فصول السنة، حيث لا تغيب فيه الشمس إلا نادرا، وهذا بفعل عوامل كثيرة، أثرت على المناخ لعل أهمها ظاهرة الاحتباس الحراري، التي بدت انعكاساتها على الطبيعة جلية اليوم ... فلا أمطار ولا ثلوج ولا برد و لا هم يحزنون، بل جفاف وأراض قاحلة وعطشى على مدار السنة، وانخفاض منسوب السدود، فسبحان مبدّل الأحوال! ورغم هذه الظاهرة التي باتت تهدد الكرة الأرضية، إلا أن الجزائر لا تزال تتوفر على ثروات طبيعية هائلة، ومنها الطاقات المائية الباطنية، الحبيسة في جوف الأرض إلى أجل غير مسمى، فهي غير مستغلة وخارج حسابات المستثمرين، وكذا الفلاحين الذين رهنوا نشاطهم بسقوط الأمطار ليس إلا، عوض بدل القليل من الجهد لاستخراج هذه المياه، مما حال دون إقلاع حقيقي في هذا المجال، الذي تعول عليه الدولة كثيرا، وهو ما دفعها إلى تقديم تحفيزات جد مهمة ومعتبرة، وتوفير كل الدعم للمشاريع الفلاحية، من أجل الاستثمار في هذا القطاع الحيوي والهام، لا سيما لفائدة الشباب المبدع، من خلال إنشاء صندوق لدعم المشاريع الفلاحية، سعيا منها إلى تنويع الاقتصاد الوطني، الذي يتصدر أولوياتها اليوم. لقد أكد خبراء الموارد المائية عندنا، بأن ثروة المياه الجوفية المقبورة في صحرائنا الشاسعة، لن تجعل الجزائر تعيش أزمة عطش على الإطلاق، وهي كافية لترويها لقرون طويلة ! فهل من مستثمرين في المياه ؟ أو ليس الماء أساس الحياة !
