البشرية كلها ترتجف خوفا من وباء كورونا القاتل والسريع الانتشار ويختبئ الناس في بيوتهم رافعين أيديهم إلى السماء لإنقاذهم منه والحركة في شوارع المدن شبه غائبة وأبواب المحلات والمصانع والمؤسسات مغلقة والطائرات رابضة في المطارات والسفن راسية في الموانئ . وقد انقطعت السبل بالكثير من الأشخاص الذين كانوا خارج أوطانهم ولا من يجيب نداءاتهم وكأننا في يوم القيامة فقد عم البلاء واشتد الخطر ولم يبق في الميدان إلا ملائكة الرحمة من أطباء وممرضين ورجال إسعاف وأعوان الأمن الذين يسهرون على المراقبة و تطبيق حذر التجول فما أصعب هذه الأيام على الإنسانية التي لم ينفعها تقدمها العلمي والتكنولوجي وسلاحها الفتاك وجيوشها الجرارة فرت هاربة مذعورة أمام فيروس دقيق لا يرى بالعين المجردة وكأنها الطير الأبابيل تطارد جيش أبرهة في شعاب مكةالمكرمة وتقذفهم بحجارة من سجيل فهذا يوم الفزع الأكبر وعلينا بالاستعداد من أجل البقاء ولا مناص من الصمود والمقاومة بالصبر والإيمان القوي والدعاء والالتزام بقواعد النظافة ووسائل الوقاية وتطبيق التعليمات والقوانين والإرشادات فالحذر مطلوب والانتباه للخطر واجب لحفظ النفس بعدم التعرض لفيروس كورونا المعدي والسريع الانتشار الذي ينتقل بين البلدان والمدن متجاوزا كل الحدود والحواجز فعدد الإصابات عندنا في ارتفاع ودائرة حظر التجول تتوسع واليوم تدخل تسعة مدن جديدة حظر التجول الجزئي بعد الجزائر العاصمة والبليدة ومنها وهران. فعلى المواطنين المكوث في بيوتهم حتى تنفرج الأزمة وتزول الغمة و ينهزم كورونا ويسترجع المرضى عافيتهم وسلامتهم.