تعيش المؤسسات الاقتصادية في الجزائر كما في العالم، حالة غير مسبوقة ووضعية لا تحسد عليها على الاطلاق، ليس لأنها لم تقو على المنافسة الشرسة، أو فرض نفسها في السوق، أو جراء ديونها المتراكمة بل بسبب تداعيات فيروس كورونا الجديد، الذي دفع بالكثير منها إلى الخلود لراحة إجبارية وغلق أبوابها وتسريح عمالها، أو إجبارهم على أخذ عطل غير مدفوعة الأجر وتقليص عددهم. في حين فإن الكثير منها باتت مهددة اليوم بالإفلاس وهي قاب قوسين أو أدنى من التلاشي من المشهد الاقتصادي... هكذا تحكم كوفيد-19 في مصائر الناس والمؤسسات والدول على حد سواء، وجعل العالم يتخبط في المجهول. وفي عز هذه الأزمة الصحية التي نعيش على وقعها، والتي أفرزت أزمات أخرى إقتصادية واجتماعية ونفسية، طالت أيضا عدة قطاعات حساسة ومهمة، كانت انعكاساتها السلبية وخيمة وعنيفة عليها، فإن البلدان المتقدمة والمتطورة، وكل تلك الدول التي تعيش في بحبوحة مالية، لم تتأثر كثيرا بهذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العالم، جراء تفشي وباء كرونا الجديد، لأنها بكل بساطة، تملك اقتصادا قويا وصلبا، يجعلها قادرة على مواجهة أصعب الظروف وأعنف الأزمات، أما الدول التي اقتصادها يعرف وضعا غير مريح، فهي تحاول قدر المستطاع التخفيف من آثار وحدة هذه الأزمة الصحية والاقتصادية، حسب الامكانيات المتوفرة والمتاحة إليها، في حين فإن مؤسسات الدول الضعيفة، تكابد ضربة اقتصادية عنيفة وموجعة جراء هذا الوباء القاتل، وأزمة يصعب الخروج منها... وبين هذا وذاك، يبقى مصير المؤسسات الاقتصادية مجهولا، ومعلقا إلى حين القضاء على هذا الوباء اللعين، الذي يواصل انتشاره وحصده المزيد من الأرواح، فكل البلاد التي تسلل إليها فيروس كوفيد-19 مجندة اليوم، علها تتوصل إلى حلول تجنّبها انعكاسات الكارثة الاقتصادية الناجمة عن هذه الأزمة الصحية، وتجتهد ليل نهار من أجل بحث مخرج لها بأقل الأضرار، ومعظمها سارع إلى تقديم الدعم ومد يد المساعدة إلى مؤسساتها الاقتصادية على اختلافها، حتى لا تنهار وحفاظا على قوت العاملين بها، إما بتخفيض أسعار الفائدة على الإقتراض لدعم الأسواق المالية، كما فعلت أكبر البنوك المركزية في العالم، ورصد مبالغ مهمة لتعزيز اقتصادها، والتمويل المباشر من أجل تسديد أجور عمالها، كما فعلت السعودية، حيث أمر العاهل السعودي الملك سلمان برصد 2.4 مليار دولار لدفع جزء مهم من أجور العاملين في القطاع الخاص، حتى يثني الشركات والمؤسسات المتضررة من كورونا عن تسريح الموظفين، حسب ما ورد في وكالة الأنباء السعودية.