بعد أن أخذ التسجيل الصوتي المسرّب المنسوب إلى المدير العام لوفاق سطيف فهد حلفاية، وكذا الوسيط نسيم سعداوي، أبعادا أخرى تمثّلت في تدخل العدالة لإحالة المتهمين على الحبس المؤقت، وبعده توقيع وزارة الشباب والرياضة لاتفاقية مع الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، فإن الكل في وداد تلمسان رأى بأن السلطات باشرت تحرّكاتها الفعلية لمحاربة كامل الشبهات التي لا تمت لكرة القدم بأي صلة، وهذا ما جعلهم يضعون أنفسهم ضمن خانة المؤيدين لمثل هذه القرارات الصارمة والتي تأتي من أجل خدمة الرياضة بدرجة أولى، خصوصا وأن الفريق كان ضحية «الكولسة» في المواسم الأخيرة ما أدى إلى تقهقره من حظيرة الكبار إلى غاية بطولة القسم الثاني هواة، ليبقى الآن يجد نفسه يصارع من أجل العودة إلى مكانته السابقة. وفي هذا السياق فتتمنّى أسرة الوداد أن تفتح الجهات الوصية أيضا ملف مباراة الجولة الأخيرة الخاصة بالموسم الماضي التي لعبت ضد جمعية الشلف، والتي راح فيها رفقاء اللاعب بن شريفة زكرياء، ضحية فضيحة كبيرة كان بطلها الحكم عوينة سعيد، الذي وزيادة على حرمانه للفريق من ركلة جزاء لا غبار عليها، فإنه أعلن عن نهاية اللقاء رغم تواجد عدد كبير من أنصار الفريق المحلي على أرضية الميدان، في حين أن القوانين تفرض على أي حكم عدم إطلاق صافرة النهائية حتى يتم إخراج كامل الغرباء من المستطيل الأخضر. ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد فقط، بل راحت لتمتد إلى رفضه تدوين المسيرين للاحترازات على ورقة اللقاء، قصد حماية نفسه من الناحية القانونية، بالرغم من أن صور التلفزيون أظهرت كل شيء، بحكم أن المباراة كانت منقولة عبر المباشر حينها، ما أدى إلى ضياع هدف كان قد ضحى أصحاب الزي الأزرق والأبيض كثيرا من أجل بلوغه. وبالإضافة إلى كل ما ذكر، فإن خرجة الوزارة المذكورة جاءت في وقتها تماما حسب كامل الفاعلين في الوداد، بما أن الموسم الكروي وفي حالة استكماله بعد رفع الحجر الصحي فسيدخل مرحلة حاسمة كانت تشهد الكثير من التلاعبات في المواسم الماضية، غير أن الأمر قد يكون مختلفا هذه المرّة، بحكم أن الفرق ستخشى أن تقدم على خطوات مماثلة تجعلها عرضة لعقوبات قاسية، وهذا ما من شأنه أن يساهم في لعب المباريات المتبقية بنزاهة كبيرة، وهو ما سيعزّز من حظوظ الوداد في اقتطاع إحدى تأشيرات الصعود الأربعة إلى الرابطة المحترفة الأولى.