عادت بقوة معظم الحرف والصناعات التقليدية في أزمة تفشي وباء كورونا التي اختفت منذ سنوات بالأبيض سيدي الشيخ لاسيما صناعة الأواني المنزلية بالحلفاء والطين وكذا صناعة أفرشة «اللحاف» التي تقبل عليها الكثير من النسوة والفتيات في البيوت لكسر روتين الحر وتداعيات فيروس الجائحة المتفشي وملتزمات بقواعد وشروط الوقاية المطلوبة ، حيث يستغلن معظم أوقاتهن في مزاولة هذه الحرف التقليدية التي كانت رائدة منذ سنوات وتأثرت بغزو الحداثة والعصرنة ، وعادت من جديد في الوقت الراهن. وتسعى الكثير من النسوة والجمعيات النسائية استغلالا لوقت الأزمة للحفاظ على هذا الموروث واسترجاعه من جديد لخلق فرص عمل للماكثات اللائي أنهكتهن البطالة والظروف القاهرة. وتقول السيدة (م.خ) حرفية لقد استغلت الحجر الصحي في تفعيل النشاطات التقليدية التي تتطلب إمكانيات بسيطة لاسيما صناعة «اللحاف « البساط التقليدي المشهور لعامة العائلات بمناطق ولاية البيض أو بالأحرى بمناطق الجنوب والهضاب العليا حيث لا يزال له حضورا قويا في تأثيث متطلبات العروس أي تحضير «الجهاز» لذا اغتنمت الكثير من الفتيات زيادة في إنتاجه وتسويقه جواريا ومحليا وحتى خارج الولاية من جهة عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي للتعريف بعادات وتقاليد المنطقة في ظل منع المعارض للصناعات التقليدية لأسباب صحية وأضافت محدثتنا بأنها تسعى لتأسيس ورشة خاصة بهذا الفراش «اللحاف « الذي يصنع تقليديا يتطلب لصناعته حوالي 2.5 كغ من صوف الماشية وقطعة كبيرة من الإسفنج «البونج «من حجم 80سم في 2 وكريتين خيط وكذلك حوالي 50 م من القماش «الكتان «ثم يفصل على ما تجود به الحرفيات من تقنيات ، أما الجهة العلوية تختلف عن الجهة السفلية حسب ذوق كل زبون وما شجع هذه الصناعات هو توفر المواد الصوفية لأن المنطقة منتجة لثروة الحيوانية، وبالمقابل معظم العائلات العريقة ظلت تحافظ على تفنن الصناعات التقليدية منها أنسجة الأفرشة الصوفية والجلاليب والبرانيس وصناعة الأواني المنزلية المنسوجة بالحلفاء والمنحوتات من الخشب والحجر والطين..وفرصة أزمة كورونا شجعت الكثير من العائلات بالجهة لاستغلال الوقت دون ضياعه في نفض الغبار عن الحرف التقليدية التي تاثرت بالتكنولوجيا خلال السنوات الماضية وهي مهن وحرف موروثة من الأجداد والآباء وهذه الحرف النابعة من الأصالة والتاريخ مهما طال الزمن وعصر الموضة بقيت راسخة مع العادات و التقاليد بالأخص الأنسجة التي لها علاقة مع مباشرة مع الطابع الرعوي كوفرة المواد الأساسية الأولية منها صوف الماشية وكذلك أضافت محدثتنا بأن أفرشة «اللحاف» هي جزء من الصناعات العريقة وتطورت بسواعد وأيادي الفتيات اللواتي حققن مستويات مشرفة حفاظا على الحرف التقليدية الشعبية .