توافد، أمس، عدد كبير من المواطنين والشخصيات السياسة والوفود الرسمية وكذا مسؤولو السلك الدبلوماسي، على بهو قصر الثقافة بالعاصمة، من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على رفات ال 24 من مقاومي الاستعمار الفرنسي الذين استرجعتهم الجزائر بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 58 لعيد الاستقلال والشباب. وامتزجت، مشاعر الافتخار والحزن والألم وكذا الفرح في وجوه المواطنين الذين توافدوا، أمس، على قصر الثقافة مفدي زكرياء بالعاصمة، منذ الساعات الأولى لافتتاحه من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على رفات أبطال المقاومات الشعبية الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر. كما، تعالت، زغاريد بعض النسوة بقصر الثقافة مفدي زكرياء، مثلما كانت تستقبل النسوة زمن الاحتلال الفرنسي خبر استشهاد أبنائها ورجالها ممن ضحوا بالنفس والنفيس من أجل جزائر الاستقلال، ...، أطفال، نساء، رجال وحتى من كبار السن توافدوا كلهم فخر واعتزاز بما قدّمه هؤلاء من أجل أن تنعم الجزائر بالاستقلال والحرية، الكثير من هؤلاء ذرفوا الدموع وهم يقرؤون فاتحة الكتاب على أرواح شهداء المقاومة خاصة الشيوخ والعجزة الذين تذكّروا ما نكّلت فرنسا وما قام الاستعمار الفرنسي به في الجزائر لأكثر من قرن من الزمن من تفقير وتجويع وتدمير وحرق ومحاولة مسح للهويّة العربية والأمازيغية. وأعرب جموع الحاضرين من مسؤولين ومواطنين عن شكرهم الخالص وعرفانهم لكل المسؤوليين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون وكذا للجنة الخبراء التي عملت من أجل إنجاح عملية نقل الرفات إلى الموطن الأم بعد أكثر من قرن ونصف قرن من الزمن، ...، هي صور للجزائر الجديدة. وسجل أبو جرة سلطاني حضروه بقصر الثقافة، بالإضافة إلى المرشح السابق لرئاسيات 12 ديسمبر، الدكتور علي بن فليس، كما تنقل وزير السكن كذلك إلى قصر الثقافة لإلقاء نظرة على الرفات، بالاضافة إلى وفد من السلطات الولائية يتقدّمهم والي العاصمة وكذا وفد من الأسلاك الأمنية يتقدمه المدير الولائي لأمن الجزائر العاصمة، يضاف إليه وفد من نواب غرفتي البرلمان، من بينهم السيناتور والوزير الأسبق الهاشمي جيار. إلتزام بتدابير الوقاية كما تنقل إلى قصر الثقافة كذلك كل من وزير المناجم محمد عرقاب، كاتبة الدولة المكلفة برياضة النخبة سليمة سواكري، ووزير الشباب والرياضة علي خالدي إلى قصر الثقافة لإلقاء النظرة الأخيرة على رفات أبطال المقاومة الشعبية. كما، لم يتخلف عن الموعد كذلك الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء المجاهدين خالفة مبارك عن الموعد وحضر كذلك وفد دبلوماسي من مختلف الدول العربية من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على أبطال الجزائر العائدين إلى وطنهم بعد منفى دام 170 سنة في غياهب دهاليز المستعمر الفرنسي الذي نكّل بجثثهم ووضعها بمتحف الانسان بباريس كرمز للافتخار والتباهي بما قامت به فرنسا خلال الفترة الاستعمارية في الجزائر. كما توافدت العديد من وفود السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر لإلقاء النظرة الأخيرة على شهداء وأبطال الجزائر. وكانت، وزارة المجاهدين وذوي الحقوق، قد دعت المواطنين إلى إلقاء نظرة إكبار وتبجيل على الرفات لرواد ملحمة استعادة السيادة الوطنية من الشهداء الرموز وأبطال المقاومة الشعبية، بقصر الثقافة «مفدي زكريا» ابتداءً من الساعة الثامنة صباحا إلى غاية الساعة السادسة مساءً من نفس اليوم، مع ضرورة العمل والإقتداء بالتدابير الوقائية والاحترازية التي أقرّتها الهيئات الصحية المختصة، من ارتداء للأقنعة واحترام التباعد الإجتماعي وذلك أثناء القيام بهذه المراسم الجليلة. وهو ما حدث فعلا، فرغم الأعداد الهائلة وكذا الوفود الكبيرة التي حضرت لمراسم إلقاء النظرة الأخيرة على رفات أبطال الجزائر، إلا أن احترام مسافة التباعد وكذا وارتداء الأقنعة كانت من بين المسائل التي احترمها المواطنون وكذا المسؤولون على حد سواء. محطّة تحسب لجزائر الاستقلال، استرجاع رفات أبطال المقاومات الشعبية وعودتها لموطنها الأم، هي محطة تاريخية سيسجّلها تاريخ الخامس من جويلية 2020، وسيكتبها المؤرخون بأسطر من ذهب لكل من عمل وساهم من أجل استرجاع جزء من تاريخ الجزائر الذي أرادته فرنسا ناقصا بسبب رفضها لحد اليوم إعادة الأرشيف وكل ما يتعلّق بحقبة تاريخية نفتخر بها نحن كجزائريين .