احتفلت أمس ولاية وهران، على غرار ولايات الوطن بالذكرى 58 المزدوجة لعيدي الاستقلال والشباب، التي كانت متزامنة مع استرجاع رفات 24 شهيدا من أبطال الثورة الشعبية كانت موضوعة في متحف باريس لأكثر من 170 عاما. وقد ميزت فرحة الوهرانيين أمس بتوجه الوفد الرسمي للسلطات المحلية وعلى رأسها والي وهران عبد القادر جلاوي والسلطات العسكرية والمدنية والأسرة الثورية، إلى مقبرة عين البيضاء لوضع باقة من الورود، ترحما على أرواح شهدائنا الأبرار، الذين سقطوا في ساحة الوغى من أجل أن تحيا الجزائر حرة كريمة، ليتم بعدها إطلاق التسميات على هياكل خدماتية، عرفانا بالمجهودات الجبارة التي تقوم بها الدولة، لتحسين المستوى المعيشي للمواطن، على غرار تدشين بيت الشباب بحي جمال الدين، باسم المجاهد «بلقاضي الطاهر» الذي ولد في 24 جويلية 1930 بولاية تلمسان، وقد عرف المجاهد بنضاله في صفوف جبهة التحرير الوطني، بداية من 1955 كعضو دائم وقد عاش وفيا لمبادئ الثورة التحريرية، حتى وافته المنية يوم 10 فبراير 2020، ويعتبر المجاهد من أحد رموز الأبطال الذين يشهد لهم التاريخ بتضحياتهم ونضالاتهم في سبيل استقلال الجزائر، وسيبقى اسمه خالدا خلود تاريخ الجزائر المجيد، وأبطالها. وبالمناسبة تم تكريم 29 رياضيا ينشطون بمختلف الرابطات الرياضية، على غرار المصارعة المشتركة «جيدو»، الدراجات الهوائية والاحتياجات الخاصة، وغيرها من الرياضات التي تحصل أبطالها على ميداليات ذهبية وفضية في البطولات العالمية والوطنية، التي أجريت بعدد من الدول العربية منها : تونس ودبي على غرار : رابطة ألعاب القوى حيث تم تكريم السيدة بقوق نسرين «التي تحصلت على ميدالية فضية في الألعاب العربية، كما تم تكريم كل بتونس رابطة الدراجات الهوائية وسوالحي نسرين وبوخاتم هواري، برابطة الدراجات الهوائية، حيث تحصلا السنة الماضية في مصر، على المرتبة الأولى في مصر وفي الرابطة مصارعة المشتركة تم تكريم 7 رياضيين، الذين شاركوا السنة الماضية، في البطولة الإفريقية بالجزائر العاصمة، ومدينة تونس : من بينهم مستورة سوداني ويحياوي خيرة شيماء وغيرها، من الرياضيين، إلى جانب تكريم رياضيي رابطة ذوي الاحتياجات الخاصة. المناسبة كانت فرصة لتشجيع الرياضيين الذين رفعوا راية علم الجزائر، في المحافل الدولية كما تم أيضا بمناسبة الاحتفالات بالذكرى المزدوجة 58 لعيدي الاستقلال والشباب تسمية المعهد المتخصص للتكوين المهني بالحمري باسم المجاهد خريص بوجمعة، المدعو : «الكريم» الذي ولد سنة 1925 بالمشرية، ويعتبر المرحوم أحد قدماء المجاهدين الأبرار الغيورين، على هذا الوطن العزيز. وقد ناضل في صفوف الجيش التحرير الوطني، حتى الاستقلال، لتوافيه المنية سنة 2015 . وفي لحظات تاريخية مميزة تتبع الوفد الرسمي مراسم دفن رفات 24 شهيدا من أبطال الثورة الشعبية المجيدة، بعدما تم وضع شاشة عملاقة بالمعهد المتخصص، المجاهد بوخرص بوجمعة، حتى يكون جيل الاستقلال شاهدا على بشاعة الاستعمار الغاشم، وعلى أن ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع إلا بالقوة، هذه اللحظة الذي لم يفوتها جيل المستقبل تخللتها زغاريد النسوة ودموع حارقة تعبيرا عن فرحتهم، بعودة شهدائنا إلى أرض الوطن، بعد ما كانوا رهائن في المتحف الفرنسي لمدة 170 سنة.