ستظل و تبقى الدورة ال32 لكأس أمم افريقيا التي احتضنتها مصر مسجلة في أذهان كل الجزائريين ، كيف لا و صنع الخضر أحد أحسن الملاحم فيها بقيادة المدرب المهندس الداهية محبوب الجماهير جمال بلماضي حيث بعد مرور عام كامل عن هذا الإنجاز التاريخية لكرة القدم الجزائرية التي علقت على اثره النجمة الثانية في ظروف استثنائية كانت تمر بها البلاد ، لا يزال كل من هو جزائري داخل و خارج الوطن ، يتغنى بهذا الإنجاز الذي تشهد له القارة السمراء ، بداية المغامرة التي عاشها الخضر قرابة شهر كامل ، كانت من خلال المجموعة الثالثة التي وقعوا فيها متجاوزين عقبة كينيا بهدفين ، ثم السينغال بهدف سجله بلايلي و تانزانيا بثلاثية تألق فيها البدلاء الشباب على غرار الفنان آدم وناس ، ليأتي الدور على غينيا في الثمن النهائي، ثم كوت ديفوار في لقاء دراماتيكي كان الأصعب في جل مواجهات التي لعبها المنتخب الوطني ، بدليل احتكامه على ركلات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي و الشوطين الإضافين ، بهدف في كل شبكة ، مباراة بكى فيها بونجاح بعد تضييعه لركلة الجزاء و عطال بعد شعوره بالضغظ و حتى الكوتش بلماضي ذرف الدموع ، لتبكي الجزائر بعدها فرحا ، ببلوغ المربع الذهبي عقب غياب دام 9 سنوات منذ دورة أنغولا في 2010 ، ليأتي الدور على النسور النيجرية بستاد القاهرة ، في مقابلة فتح فيها الجسر الجوي من الجزائر نحو القاهرة في إعادة لسيناريو أم درمان الشهير ، تلك المباراة رغم صعوبتها إلا أن غزال الجزائر و فارسها كرويا رياض محرز ، كان رجل مقابلة بامتياز بتسجيله الهدف الأول و ترجيحه الكفة بعد تعديل النيجيريين النتيجة كان ذلك في آخر لحظة ، من عمر اللقاء بمخالفة شهيرة وضع الكرة فيها في الزاوية ال90 محررا 45 مليون جزائري كان يحلم بنجمة الثانية بعد الأولى المحققة في الجزائر سنة 1990 ، في النهائي الذي تميز بحضور رسمي بامتياز ، حقق محاربو الصحراء الأهم بهدف بونجاح على بعد 30 متر أمام منتخب السينغال في حلقة ثانية وجه لوجه و أخيرة من مسلسل الكان ، تفتخر به الجزائر ، لتعم الأفراح و ليالي الملاح ، بالعودة لأرض الوطن ، بتتويج تاريخي على أرض الفراعنة و على أمل تحقيق نتائج مشابهة مستقبلا. تتزين بها خزائن المنتخب الوطني و تعتز بها الجزائر عالميا.