يؤدي المجتمع المدني من خلال الجمعيات دورا مهما في الحياة اليومية للمواطن ،كما يعتبر همزة وصل بين أجهزة الدولة و المواطن لحل مشاكل المواطنين وحمل اهتماماتهم و التكفل بانشغالاتهم في الكثير من الحالات وخاصة في فترة الأزمات الصحية والاجتماعية و غيرها ،و إن كان المجتمع المدني ممثلا في الجمعيات والشخصيات ذات التأثير القوي والحضور الفعال يلعب دوره بالكامل في مجتمعات بلدان متقدمة فإنه في بلادنا لا يزال بحاجة إلى دعم معنوي ومادي وقوة دفع يخوله لأن يحدث تأثيرا عميقا و يساهم في مساعدة المواطنين عبر جمعياته المختلفة و النشاطات المكثفة نقول هذا في وقت تولي فيه الدولة الجزائرية اهمية كبرى بممثلي المجتمع المدني و الحركة الجمعوية التي تحتاجها الدولة للاستجابة إلى مطالب المجتمع حيث أن هياكل و مؤسسات الدولة لا تستطيع لوحدها تلبية كل مطالب المواطنين ، وهو ما أدركته مجتمعات الدول المتقدمة التي أصبح فيها للمجتمع المدني أدوارا و ليس دورا واحدا يلعبه في سياق تنمية الاجتماعية و تطويرها مما انعكس إيجابيا على رفاهية تلك الشعوب و حقق لها حياة كريمة كلها تضامن و تكافل حقيقيين كما دعمت تلك الجمعيات مسار تجسيد البعد الاجتماعي للديمقراطية و أبعدت تلك البلدان عن منطقة التوترات و الأزمات ،و في بلادنا التي لا يزال المجتمع المدني فيها في طور التكوين و جمعياته تحتاج إلى دعم الدولة لأداء مهامها على أكمل وجه على الصعيد الاجتماعي بحيث تصل خدماتها إلى الفئات المحرومة ،أصبح مطلوبا اليوم ضخ القلب النابض للمجتمع وهو الجمعيات بالمزيد من الدعم لمساعدته في دعم التنمية الاجتماعية والتكفل بمطالب مختلف فئات المجتمع و توثيق الصلة بين المواطن ووطنه عبر زرع قيم المواطنة و جعلها واقعا يوميا يطبع سلوك المواطن و كل هذا يصب في مسعى الدولة من أجل تحقيق الرفاهية والعيش الكريم للجزائريين و ضمان حقوقهم في وطنهم وتفادي التهميش، ومن جانب آخر فإن ما قام به المجتمع المدني في الجزائر منذ بداية تفشي كوفيد 19 في الجزائر ينم على الكثير من الوعي و التمسك بقيم التضامن والتكافل الاجتماعيين حيث سجلت عمليات تضامن كبيرة مع سكان ولاية البليدة خلال فترة فرض الحجر الصحي الكلي عليها و المساعدات الغذائية وغيرها التي تبرع بها المواطنون لإخوانهم في مختلف الولايات شرقا وغربا وشمالا وجنوبا في شهر رمضان و قبله، فضلا عن عمليات توزيع وسائل الوقاية و على رأسها الأقنعة الواقية و توزيعها على المواطنين، دون أن ننسى قيام بعض الجمعيات بتوزيع أضاحي عيد الأضحى على المعوزين .