عدم الشروع في تطهير البالوعات والمجاري إلا بعد فيضانات العاصمة على غرار كل سنة ورغم تعليمات وتحذيرات السلطات المحلية بضرورة التكثيف من حملات التنظيف والقيام بأشغال الصيانة وتهيئة الظروف المناسبة خلال الصائفة لاستقبال موسم الخريف المعروف بأمطاره الغزيرة من دون مشاكل، إلا أن العديد من البلديات لم تعر ذلك أي اهتمام، حيث شرعت في الآونة الأخيرة فقط، في عمليات تنظيف البالوعات والمجاري المائية، بعد الأحداث التي تداولتها وسائل الإعلام وصفحات الفايسبوك بخصوص الفيضانات التي سجلت الأسبوع الجاري بالجزائر العاصمة وميلة وقالمة، والخسائر التي نجمت عنها معرية العيوب والبريكولاج في التكفل بهذا الملف . علما بأن عدة أحياء ببلدية وهران لا زالت في انتظار تدخل الأعوان لتنظيف بالوعاتها، مثلما هو الأمر بالنسبة لمنطقة البركي وحي "اشلام" وعلى امتداد الطريق الرابط بين المؤسسة الاستشفائية الفاتح نوفمبر بإيسطو وحي جمال الدين والتي تعتبر من بين النقاط السوداء التي تسجل كل سنة وتعرف انسدادات وتراكم المياه بمجرد سقوط زخات من الأمطار، إضافة الى حي سيدي البشير "بلاطو" سابقا والمدينة الجديدة وغيرها، علما بأن حتى عمليات التنقية التي قامت بها سواء بوسط المدينة أو سيدي الهواري أو بأحياء أخرى جاءت متأخرة ومنها تلك التي مست أمس فقط المنطقة المحاذية لعيادة "النقاش" مع أنها من النقاط السوداء أيضا التي تحصى دوريا، يأتي هذا دون أن ننسى الاشارة الى حي الصباح وايسطو وبسيدي معروف وسيدي الشحمي والكرمة، هذه الأخيرة التي هي بحاجة الى التفاتة جادة من قبل البلدية لتجنيبها الانسداد بسبب كثرة الحفر وغياب التهيئة بعدة طرق منها، ناهيك عن بعض الأحياء أيضا ببلدية بئر الجير وبالأخص بالقطب العمراني ببلقايد، علما بأن المشكل لا يقتصر فقط على البالوعات بل حتى الأودية التي ينبغي أن تدرج ضمن أولويات البلديات على غرار تلك التي تتواجد بحي بوعمامة وبقديل إلى جانب مسرغين ووادي تليلات وببوتليليس . المطالبة بتنظيف الأودية وهو ما وقفت عليه جريدة "الجمهورية" خلال زيارة استطلاعية لها بعدة أحياء تم ذكرها سالفا والتي دفعت بمواطنين تحاورنا معهم إلى مناشدة الوالي من أجل إلزام البلديات بالتعجيل في هذا الاجراء على مستوى المجمعات السكنية وحتى بالطرق الرئيسية والأودية هذه الأخيرة التي طالبوا بإدراجها ضمن أولويات المسؤولين لتفادي حدوث أي فيضانات لاحقا والتدخل لتجديد شبكات الصرف الصحي بأحياء ببلدية وهران نظرا لقدمها واهترائها . و ما نشير اليه هو أن عدم إيلاء الأهمية لهذا الملف ليس بالجديد باعتبار أن عملية تنظيف البالوعات وتسريح المجاري وإصلاح قنوات الصرف عادة ما تتكفل بها البلديات مع بداية فصل الخريف مما يجعل الأمطار تتحول من نعمة إلى نقمة.