لن أنسى فضل نادي الحماية المدنية لولاية وهران أنتظر التفاتة من السلطات لتمكيني من التربص في مركز تحضير الأبطال في كينيا حبي للجزائر جعلني أرفض عرضا من الخليج عبدالله حراثي الذي خاض منذ يومين سباق *ألترا ماراتون / أكثر من 42 كلم من وهران إلى مستغانم في ستة ساعات ، يرمي ليكون خلال السنوات القليلة القادمة خليفة نورالدين مرسلي ، عبدالله حراثي الذي فاز في سباقات دولية (في 13 دولة آسياوية وافريقية) ونال عشرات الميداليات والكؤوس يعد أول عداء أدخل سباق *ألتراماراطون* إلى الجزائر ، بفضل انضباطه وإيمانه بقدراته البدنية يحضر حراثي للبطولة العالمية التي ستحتضنها بكين عاصمة الصين سنة 2021 وكله ثقة في رفعه الراية الوطنية عالية وتحطيمه الرقم القياسي العالمي ، عبدالله حراثي الذي ينحدر من دوار بلحضري بعين تادلس لم يجد من يأخذ بيده وهو يحقق هذه الإنجازات في دول الخليج وإفريقيا فعرضت دولة اللكسمبورغ عليه تقمص ألوانها مستغلة في ذلك وضعه الإجتماعي إلا أنه رفض ذلك آملا هذه المرة في أن يقف بلده إلى جانبه لإجراء التحضيرات في مركز تحضير الأبطال في كينيا والمشاركة في البطولة العالم في ظروف جيدة . جريدة الجمهورية أجرت معه الحوار التالي : من هو عبدالله حراث ؟ عبدالله حراثي من مواليد 1995 بدوار بلحضري بلدية عين تادلس ، أحب رياضة العدو الريفي منذ بداية مشواره الدراسي في الطور الإبتدائي ، حيث تأثر بالعداء نورالدين مورسلي وشارك في كل المسابقات وفزت بها ، في الطور الثانوي التحق بالطاقم المشارك في البطولة المدرسية وتأهل إلى البطولة الولائية لكن والديه منعوه المشاركة في البطولة الوطنية نظرا للظروف التي كانت تمر بها البلاد ، رغم هذا لم يتوقف عن الركض لتطوير قدراته ، بعد نيله شهادة الباكالوريا التحق حراثي بالمعهد الوطني للتجارة بالجزائر العاصمة ونل سنة 2009 شهادة الليسانس تخصص تسويق قبل أن يلتحق بالخليج . حدثنا عن مشوارك الرياضي البداية كما ذكرت كانت بتأثري البالغ بالعداء نورالدين مورسلي الذي كان بالنسبة لي قدوة لأنه كان دوما يرفع الراية الوطنية في المحافل الدولية ، فكنت أصر حذو حذوه فبدأت المشاركة في المسابقات في الإبتدائي والفوز بها ، فيما بعد ارتقيت في هذه الرياضة و فزت بالبطولة الولائية ، نظرا للأوضاع التي كانت تمر بها البلاد منعني الوالدين المشاركة في البطولة الوطنية ، بعد التحاقي بجامعة التجارة انخرطت في نادي الأبيار لألعاب القوى وهذا لمدة سنتين فزت بعدة بطولات محلية ثم تأهلت إلى تصفيات البطولات الجامعية في وهران ورغم إصابتي قررت المشاركة ، بعد تخرجي من الجامعة انخرط في نادي الحماية المدنية لولاية وهران ونلت معهم المركز الثاني حسب الفرق في البطولة الوطنية التي جرت بسيدي بلعباس . ما الذي حدث بعد هذه المرحلة ؟ بعد هذه المرحلة التي ذقت فيها طعم البطالة قررت الاتصال بإحدى السباقات الدولية التي كانت تنظمها أبوا ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ، كان هذا أول سباق لي على المستوى الدولي وفزت ب *دورة العدو الريفي لأبو ظبي 2012* ، في دبي عملت كمستشار مبيعات في التسويق في الألبسة الرياضية لمدة ثلاثة سنوات ، لكن رغبتي في ممارسة الرياضة في المستوى العالي كان أقوى من أن أبقى في هذه الوظيفة فتخليت عنها . ماذا حدث بعد هذه المرحلة ؟ بعدما اخترت ممارسة الرياضة في المستوى العالي ، كان عليا البحث عن ممون وقد وجدته في رجل الأعمال الإماراتي خلف الحفتور الذي تعاقد معي لمدة سنة (2016/2017) ، خلال هذه السنة فزت تقريبا في 25 سباق ، من بين الألقاب التي نلتها لقب بطل دولي 10 كلم في الهند ، بطل دولي نصف ماراطون عكار في لبنان ، بطل دولي نصف ماراطون السلام في الخرطوم ... بعد نهاية هذه الفترة بدأت في تموين نفسي بنفسي من أجل رفع العلم الجزائر لتحضير البطولة العربية والبطولة الدولية في الألترا الماراتون في الأردن ، الحمد لله فزت بهذا السباق ، لعلمك أنا الأول الذي أدخل هذا السباق الأولترا ماراتون إلى الجزائر وهو السباق الذي تفوق مسافته 42 كلم . كيف تفسر عدم انتباه وزارة الشباب والرياضة إلى عداء متألق مثلك ؟ لا أخفي عليك أنني كنت ضحية مؤامرة ، حيث حرمت من المشاركة في البطولة الدولية التي جرت في الدانمارك والسبب قيل آنذاك ليست منخرط في فرق ألعاب القوى الجزائرية لذا لا يمكنني الإستفادة من إعانات الدولة الجزائرية ، لهؤلاء أقول بأنني آنذاك كنت منخرط ضمن نادي جمعية شرطة مستغانم ولا زلت أحوز على البطاقة التي تحمل ختم الإتحادية الجزائرية لألعاب القوى وأن مدربنا السيد عربي مستعد لأداء بشهادته ، فبعدما فزت في البطولة الولائية وتأهلت إلى البطولة الوطنية التي جرت في ولاية سطيف كان إسمي موجود ضمن قائمة المشاركين لكن مديرية الشباب لولاية مستغانم لم تبعث اعتمادي عبر الفاكس ما حرمني من السباق والذهاب إلى الدانمارك لتمثيل الجزائر . ماذا بعد هذه الحادثة المؤسفة ؟ بعد هذه الحادثة المؤسفة ، عدت إلى التدريبات وأنا متأثر جدا ، حينها لم أجد إلا السيدة زوليخة زيتوني رئيسة نادي عبدالمالك رمضان التي وقفت إلى جنبي وساعدتني لأداء تربص بمركز الأبطال بكينيا الذي يعلوا على سطح البحر ب 2400 م ، بقيت بهذا المركز لمدة أربعة أشهر بهدف تحضير مسابقة دولية لكنها ألغيت في آخر لحظة بسبب وباء كورونا . من هم الرياضيين الدوليين الذين تراهم منافسين حقيقيين لك ؟ من بين الرياضيين الدوليين الذين يمكن لهم فرض أنفسهم في بيكين لا أرى إلا العداء الجنوب الإفريقي جكسون ستيوارت الذي يحمل ألقاب دولية وأرقام قياسية وانشاء الله سأفوز عليه وسأحطم الرقم القياسي العالمي خاصة وأن التجربة التي قمت بها يوم أمس من وهران إلى مستغانم والتي ركضت خلالها لمدة 06 ساعات في حين أن التوقيت الخاص بالألترا ماراطون لا يفوق 3 ساعات . كلمة أخيرة أنا اليوم بصدد تحضير البطولة العالمية التي ستنظم السنة القادمة في عاصمة الصينيبكين ، أدعوا وضع كل الخلافات جانبا ومساعدتي من أجل رفع العلم الوطني خفاقا عاليا وسط الأعلام الدولية ، ومن خلال هذا المنبر أقول نحن في جزائر جديدة وعلى السلطات المحلية الوقوف إلى جانبي لإجراء التربص في بيكين والمشاركة في المسابقة العالمية خاصة وأنني تأهلت إلى هذه المسابقة ، أعد الشعب الجزائري برفع العلم الوطني .