عادت الحياة من جديد إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بإيسطو بعد شلل استثنائي وحجر اضطراري لمدة تزيد عن 6 أشهر بعودة الطلبة الذي طلقوا المدرجات دون سابق إشعار بسبب الوضعية الصحية للبلاد. الالتحاق بالكليات واستكمال السداسي الثاني واستعمال التدابير الاحترازية الصحية لم تكن من الأمر السهل والهين لا على الإدارة ولا على الأستاذ ولا على الطالب ولا حتى الأولياء باعتبارهم طرفا أساسيا في هذه المعادلة، فالخوف من استئناف الدراسة وما سيترتب عنها من انعكاسات سلبية تم تجاوزه بالانتقال من مرحلة التعليم عن بعد إلى مرحلة الدروس والحضور والتي تعد أهم محطة بالنظر إلى الوضع الاستثنائي الذي يعيشه المواطن منذ فرض الحجر الصحي تطبيقا لتعليمات الوزارة الوصية التي ضبطت برنامجا خاصا وبرتوكولا صحيا لاختتام السنة الجامعية التي فرضت الظروف أن تكون استثنائية . ونحن ندخل باب جامعة محمد بوضياف لمسنا التغيير غير العادي الذي ميز عملية استئناف دروس السداسي الثاني، من خلال عون الأمن الذي جند لقياس درجة حرارة الطلبة وكل الوافدين إلى الحرم الجامعي مع إلزامية ارتداء الكمامة وعلى خلاف الأيام العادية لم تكن الحركة كثيفة داخل الجامعة أمس مثلما عودتنا المواسم الفارطة رغم أن الطلبة قد التحقوا بمدرجاتهم منذ يوم السبت الجاري وباشروا في استدراك ما فاتهم من دروس بعد عطلة اجبارية دامت عدة شهور، فباستثناء بعض الأفواج المتفرقة المتواجدة في زوايا المؤسسة ، كل الأمور تؤكد على أن الوضع استثنائي ويتطلب الحيطة والحذر أكثر من الأوقات السابقة وهذا من خلال دورات النظافة المكثفة الموزعة على الكليات وأحواض غسل اليدين الموضوعة بساحة الجامعة وقارورات تطهير اليدين ذات الحجم الكبير التي سخرت للطلبة والعاملين ،خاصة وان وهران قد سجلت من قبل أرقاما قياسيا من حيث عدد الإصابات بفيروس كورونا إدارة رقمية ومنصة الكترونية للتعليم عن بعد وحسب نائب مدير الجامعة بلال عبد العزيز الثقاقي فإن إدارته تجندت لاستقبال طلبة الماستر منذ 23 اوت الفارط حتى يتسنى لهم استكمال مذكرات التخرج في ظروف حسنة وفي فترة زمنية قصيرة بعدما استطاعت أن تضبط لنفسها قاعدة بيانات ومنصة رقمية لتجسيد وتفعيل مشروع التعليم عن بعد الذي طبق منذ 2016 والذي أصبح أكثر من ضرورة مع جانحة كورونا . ومنذ 16 اوت الجاري وتزامنا مع إطلاق المنصة الالكترونية وضبط رزنامة وزارة التعليم العالي لإطلاق دروس السداسي الثاني باشرت الإدارة الرقمية التي تشرف عليها خلية خاصة في تحديد وجرد كل انشغالات الطلبة والرد عليها خاصة أنها أحصت هذه الأخيرة 125 دفعة في كل التخصصات والمستويات وتبين بعد ساعات فقط من إطلاق المنصة الالكترونية ان عدد الطلبة الذين تجاوبوا مع هذه التقنية ألف طالب في انتظار تجاوز مشكل التدفق الذي يزيد معدله إلى 10 مرات مستقبلا لاسيما ان الإدارة فد التزمت بقرار جمع كل المنصات في منصة واحدة بشكل مبسط تسهل على الطالب الوصول إلى مايحتاجه دون أي تعقيد . فالرد على انشغالات 125 دفعة حسب نائب مدير ليس من السهل معالجتها ما تطلب إطلاق قاعدة رقمية خاصة تعمل بشكل متواصل من اجل تحسين الأداء والوصول إلى النتائج التي تسعى إليها الإدارة . 3 أسابيع لاستدراك التأخر وبناء على برنامج عمل مدروس من قبل، ضبطت إدارة جامعة محمد بوضياف عقارب ساعتها وأجندتها في 3 أسابيع فقط لاستدراك التأخر واستكمال دروس المواد الأساسية للسداسي الثاني وإجراء الامتحانات لاختتام السنة الجامعية في ظروف حسنة، حيث بدأت المدرجات في استقبال الطلبة بعدما تم تقسيمهم إلى 3 أفواج كإجراء وقائي لا غير، ففي 19 سبتمبر الجاري التحق طلبة السنة الثالثة ليسانس بكلياتهم باستثناء 4 تخصصات منها الري والهندسة المنجمية والبحرية والهندسة الصناعية باعتبارها تخصصات وطنية والتي تضم 4000 طالب ، اما الفوجين المتبقيين الثاني والثالثة وهذا بالنسبة لطلبة السنتي الاولى والثانية وماستر 1 فمن المرتقب ان يباشروا الدروس في 10 و29 اكتوبر الجاري وهذا حسب رزنامة كل أستاذ تقليص العدد إلى 90 طالبا فعلى مدار ساعة واحدة بدلا من ساعة ونصف يستفيد الطالب من الشروحات ومراجعة دروس المادة الأساسية في مدرج لايتجاوز فيه عدد الطلبة ال 90 بعدما كان في المواسم السابقة يتسع ل 330 طالبا حفاظا على سلامتهم والتزاما لشرط مسافة الأمان التي أقرتها الوصاية ،اما بالنسبة للقاعات التي لا يتزيد مساحتها عن 50 متر مربع فلن يزيد عدد عن ال16 وحتى تضمن إدارة الجامعة الحماية لكل المسجلين على مستواها تعاقدت مع شركات خاصة لتنظيف وتطهير المدرجات ومحيط المؤسسة إلى غاية نهاية السنة. توفير النقل للطلبة المقيمين خارج الولاية وحسب نائب مدير الجامعة فقد توصلت الإدارة إلى حل مشكل نقل الطلبة المقيمين بالولايات المجاورة بعد التفاوض مع مديرية الاقامات الجامعية بهذه الولايات والتي أخذت كل واحدة على عاتقها توفير الحافلات لنقلهم من الولاية الأم إلى الاقامات الجامعية المتواجدة بوهران علما أن العدد الاجمالى لهؤلاء حصرته ذات الجهة في 3500 طالب لاسيما ان النقل ما بين الولايات لا يزال معلقا وبالتالي تتمكن هذه الفئة من الالتحاق بمدرجاتها واتمام السنة الجامعية من جهة اخرى استفاد كذلك الطلبة المقيمين بدوائر وهران من هذا الامتياز بتخصيص حافلات لهم . التكفل ب600 طالب أجنبي وفي نفس السياق فقد أجرت الإدارة عدة زيارات ميدانية إلى إقامتي "سي 6" و"سي2 "التي يقطن فيها 600 طالب اجنبي من 20 جنسية منها الاردن وسوريا واليمن وموريطانيا والمالي وموزمبيق واسبانيا للوقوف على ظروف الإيواء خاصة في الظرف الصحي التي تعيشه الجزائر حيث بدأت أفواج الطلبة الأجانب الذين غادروا الوطن في العودة مجددا بعدما فتحت الجمعة أبوابها مرة ثانية من بينهم 15 طالبا من الأردن . ابواب مفتوحة عن بعد بداية من 15 اكتوبر وغير العادة ستنظم جامعة محمد بوضياف أبوابا مفتوحة عن بعد لاستقبال الطلبة الجدد كإجراء استثنائي للتواصل مع هذه الفئة وتقديم لها كل الشروحات ناهيك عن قائمة الرغبات التي حددت ب 10 رغبات بدلا من 6 فيما تم تحديد 24 اكتوبر كتاريخ لملء الرغبات تحضيرا للدخول الجامعي 2021-2022 المحدد في شهر ديسمبر المقبل