ببلدية معسكر توجد خمسة حدائق عمومية مفتوحة أمام المواطنين والزوار لأخذ قسط من الراحة ، الترفيه على النفس والأبناء وهذا بفضل الخدمات التي تقدمها العديد من الأكشاك الموزعة داخل هذه الحدائق ، فمنها من هي مختصة في المرطبات وأخرى في الحلويات العصرية والتقليدية أما في زوايا من هذه الحدائق توجد ألعاب لتسلية الأطفال . الحديقة الوحيدة من بين هذه الحدائق التي فكر صاحبها بولالي بن عمومر وضع فيها مكتبة للقراء هي حديقة السمك الأحمر المقابلة لساحة الأمير عبد القادر بوسط مدينة معسكر . فبالرغم من حسن نيته في تقديم خدمة للشباب إلا أن هذه المكتبة "مكتبة الشارع" كما يحبذ تسميتها هي اليوم شبه مهجورة ولا تجذب إليها العدد الكافي من القراء ، فسكن الحمام وتسرب على رفوفها الغبار لتتجسد مقولة الفيزيائي "أريسطوط" الشهيرة الطبيعة تخشى الفراغ اليومية زارت هذه الحديقة وأجرت هذا الحوار مع مسيرها بولالي بن عومر . + عن هذه الحديقة حديقة السمك الأحمر ؟ حديقة "السمك الأحمر" المحاذية لساحة الأمير عبدالقادر بوسط مدينة معسكر مفتوحة منذ سنوات عديدة أمام المواطنين والزوار ، بها مكتبة "مكتبة الشارع" ، مقهى ، خمسة نفورات أربعة منها موزعة في أطرافها والخامسة تتوسط الحديقة لتزيين المحيط ، كما توجد مشتله للزهور وعديد الأشجار التي تغطي الحديقة بضلالها ، خلال الفترة المسائية عندما يتلطف الجو تأتي العائلات هنا لأخذ قسط من الراحة . + ماذا عن مكتبة الشارع ؟ هذه المكتبة التي أسميتها "مكتبة الشارع" فتحتها منذ سنتين تقريبا أمام فئة الشباب، كما وضعت لها شعار "ضع كتاب وخذ كتاب" ، قبل فتحها جلبت من جهات مختلفة عدة كتب علمية، طبية ، تاريخية ، دينية ... ووضعتها داخل هذه المكتبة التي لا تغلق أبوابها على مدار الساعة ، في البداية كان الشباب والفضوليون يتداولون عليها لكن مع مرور الوقت بدأ عددهم يتناقص إلى أن توقفوا عن الإرتداء عليها . + لكن في رأيك لماذا ؟ للأسف ، يجب أن تعلم أن فئة القراء عندنا شبه منعدم ، أضف أن الكثير من الكتب خرجت من المكتبة دون رجعة ، لكن كل هذا لم ينقص من عزيمتي في إعادة التجربة من جديد إلى غاية إنجاح هذا المشروع وتشجيع الشباب على القراءة ، اليوم أنا بصدد جمع كتب كثيرة سأضعها داخل هذه المكتبة لتكون في خدمة كل الذين يزورون الحديقة . + الكل يفكر في إدخال ألعاب تسلية ، بيع المأكولات الخفيفة ... أما أنت لماذا فكرت في فتح مكتبة ؟ هذه الفكرة آمنت بها وبصفة تلقائية منذ سنوات ، لكنني جسدتها سنة 2018 ، بعدما راودتني الكثير من التساؤلات حول حاجيات الزوار وهم يترددون على الحديقة ، ومن بين ما التمسته حب البعض منهم للمطالعة في هذا المكان الهادئ ، الفسيح والجميل ، لذا أنجزت هذه المكتبة ووضعتها في خدمتهم بعدما أسميتها "مكتبة الشارع" . +كيف تعامل المواطن مع مكتبة الشارع ؟ كما ذكرت لك ، بعد فتح المكتبة كان بعض الزوار خاصة منهم الشباب يأتون ويؤخذون الكتب التي تستهوهم ويطالعونها ثم يعيدونها وهكذا ، لكن البعض الآخر لم يفهم حقيقة شعار المكتبة "ضع كتاب وخذ كتاب" فأفرغها من كتبها النافعة إلى أن ترك كما ترى القليل من الكتب ما انعكس سلبا على أدائها فسكنها الحمام وجعل منها ملجأ يرتاح وينام فيها كما تسرب الغبار بداخلها وهي كما ترى على هذه الحالة . + في رأيك ، إلى ماذا يرجع هذا التصرف ونقص القراء ؟ أجرع هذا إلى انعدام الانضباط عند المواطن وخاصة فئة الشباب الذين لا يبالون بأهمية هذه المكتبة ، أكثر من هذا يرمون الأوساخ داخل الحديقة دون أن يفكروا لحظة أن هذا المكان هو مخصص للراحة والاستراحة . + ما هي اقتراحاتك كي تعيد هذه المكتبة بريقها ؟ لكي يعاد لهذه المكتبة بريقها، يجب توفير الأمن واهتمام البلدية بالإنارة وسياج المحيط الخارجي للحديقة ، عندها يمكن إعادة إحياء المكتبة وبنمط حديث وعصري جذب أكثر فأكثر القراء ، أضف أنني أفكر في إدخال بعض الحيوانات لترفيه الزوار مثل الطاووس ، السنجاب والنسر وكذا وضع في متناول العائلات وأبنائها ألعب هادئة غير صاخبة + ماذا تقول في كلمة أخيرة؟ في الأخير أقول ، بأن مدينة معسكر كانت في السابق تحتوي على عديد الحدائق كلها في خدمة الزوار والعائلات خاصة خلال الفترات المسائية ، لكن هذه السلوكيات ولفترة طويلة خاصة خلال تسعينيات القرن الماضي ، اليوم ، ها هي تعود تدريجيا وتتوسع ، الأكيد أنها ستتطور وتتوسع في حال ما وجدنا مساعدة من قبل السلطات المحلية .