يطالب معظم المثقفين والجمعيات والسكان بمناطق متفرقة بولاية البيض من السلطات المعنية على جميع الاصعدة لاسيما الوزارة الوصية على ضرورة التدخل لترميم وتصنيف ما تبقى من القصور العتيقة التي تحولت معظم مبانيها وعمرانها الى إطلال خلال السنوات الماضية علما ان ولاية البيض تحصي مايزيد عن 8 قصور بعدما كانت تزخر منذ قرون خلت بحوالي أكثر من 40 قصرا نظرا لقلة الاهتمام حيث طالها النسيان وتأثرت بالعوامل الطبيعية التي تجتاح المنطقة كالرياح والفيضانات وعبث الإنسان ومن ابرز القصور التي لاتزال صامدة بصراع من بعض المهتمين من اجل البقاء و الحفاظ على التراث العريق منها قصر بوسمغون الذي شيد منذ حوالي 17 قرنا ويجاوره قصر الشلالة على بعد 20 كم شمالا كذلك بني منذ 17 قرنا وكذا قصر اربوات وقصر "بنت الخص"الملكة الهلالية التي عمرت ببريزينة وقصر الغاسول ،قصر استيتن وقصر الكراكدة وقصر الأبيض سيدي الشيخ ..ونذكر مثالا بان مدينة الأبيض سيدي الشيخ كانت سابقا مُحاطة بأربع قصور لم يبق منها إلا بعض المباني الطوبية المتناثرة ببغض الأحياء الشعبية القديمة والاهم من ذلك صمود برج مراقبة يفوق تاريخ بناؤه 5 قرون لاتزال عائلة ثورية تحافظ عليه وتقوم بحراسته علاوة عن صمود مسجد العتيق بالقصر الغربي ومسجد ابي بكر الصديق بالقصر الشرقي اللذان يفوق تاريخ تشييدهما اكثر من 4 قرون وما بقي في الابيض سيدي الشيخ الا تسميات القصور فقط بل تحطمت المباني الطوبية التي كانت تميز المنطقة بانها قلعة تاريخية ومحطة سياحية شهدت حضارة من خلال ما تميزت به من عمران عريق مرصوص بالطوب ومسقف بجذوع النخيل ولن ينسى الكثير من السكان ما قامت به مصالح البلدية (2007.2002) من إجراءات غير صائبة حين قامت بهدم المبنى الطوبي لمدخل "فم الواد " واعادت بنائه بالقوالب الأسمنتية حيث حطمت ما تبقى من حضارة المدخل الرئيسي الطوبي الذي كانت تشتهر به المدينة .. وعلى هذا السياق لقد ساهمت القصور سالفة الذكر في التنمية البشرية وتشجيع السياحة المحلية حيث كانت محطات يقصدها الزوار من مختلف مناطق الوطن وكذا السياح من مختلف مناطق العالم لاسيما المختصين في العمران ولذا يناشد المهتمون بالتراث تدخل السلطات في عهد الجمهورية الجديدة من أجل حماية القصور العتيقة من الاندثار وإعادة الاعتبار لها على ما كانت في عهدها ترسخ جزء من الحضارة والثقافة .