لقد مر الاستفتاء على الدستور في هدوء وأمن وسلام وعبر الناخبون عن مواقفهم فيه كل حسب إراتده بالمشاركة أو المقاطعة و علينا جميعا أن نتجه نحو المستقبل فذاك هو الأهم لبناء الجزائر الجديدة وتحويلها من شعار إلى واقع ملموس. و علينا أن ننهض ببلادنا للخروج من حلقة للتخلف والتأزم والاضطراب والفساد وانعدام الرؤية والتخبط وممارسة التجارب الفاشلة عن طريق المحاولة والخطأ دون أن نتعلم منها شيئا ذكر والاكتفاء بالخطابات الرنانة والشعارات الكبيرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وقد برعنا الى اقصى درجة في ضياع الفرص على مدى أزيد من نصف قرن وصار من الواجب علينا الانتباه إلى حالنا ومعالجة مشاكلنا النفسية والاجتماعية والسياسية والثقافية بحمة وتبصر وبالقليل من الكلام والكثير من العمل والتخطيط والتنظيم وفق منهج علمي دقيق ومضبوط. حضارتنا التي نعتز بها وبمنجزاتها وقد جمعت بين العلم والعمل والأخلاق والايمان التي استفادت منها الانسانية و ساهمت في يقظة أوربا من سباتها بداية من عصر النهضة إلى الثورة الصناعية وما نتج عنها من اختراعات وانجازات علمية وتقنية تبقى نموذجا حيا لنا لإعادة الكرة بالتركيز على العلم تحصيلا واكتشافا واستغلالا وعندنا من المعارف والإطارات ما يسمح لنا بالانطلاق بخطى ثابتة ودون خوف أو تعثر بشرط توفير الشروط المساعدة على العمل والنشاط بتحسين الوضع المادي وتوفير التجهيزات وتقديم الدعم المادي والمعنوي لأهل العلم والمعرفة ووضع المناهج والبرامج الملائمة كما علينا أن نشتغل بالعلم والعمل والابتعاد عن التهاون والغش والكسل والاتكال .