- ابتدائيات تستنجد بالمحسنين لاقتناء جهازي التعقيم وقياس الحرارة @ حملات تطوعية لتنظيف المدارس وازالة مخلفات 8 اشهر من الغلق وجب علينا أن نتطرق من جديد إلى مشاكل المدارس الابتدائية والنقائص التي تتخبط فيها وفرض علينا الواقع الصحي الحرج أن نٌشرّح قطاع التربية وبالأخص الطور الابتدائي، من زاوية تجسيد البروتكول الصحي واحترام التدابير الاحترازية ومن زاوية دور البلدية في توفير الحماية داخل المدارس باعتبارها المكلفة الأولى بمهمة التسيير. وان كنا قد عالجنا الموضوع عدة مرات منذ التحاق تلاميذ الطور الابتدائي بمقاعد الدراسة ووقفنا على الغياب التام لبعض المجالس البلدية، إلا أن الأمر يُحتم علينا من جديد التنقل إلى المدارس أمام شكاوى أولياء التلاميذ والأساتذة على حد السواء بعد الارتفاع القياسي لعدد الإصابات بكورونا في ظرف زمني قصير . بين الدعوة الملحة لتدخل الوصاية لإلزام البلديات بالشروط الوقائية وبين نداءات الاستغاثة المتكررة للأساتذة والأولياء والشريك الاجتماعي، قررت الجمهورية إجراء استطلاع حول واقع الابتدائيات ببعض البلديات في هذه الفترة بالذات ووقع اختيارنا على بعض مدارس وهران وبلقايد وعين البيضاء، حتى نطرح ملف البروتكول الصحي بمؤسسات الطور الأول على طاولة نقاش أهل الاختصاص لعلهم يفصلون في تماطل المجالس البلدية وإرغامهم على توفير الحماية التي يحتاجها كل من المربي والمتمدرس طيلة فترة تواجدهما بالمؤسسة . عجز البلديات بعد قرابة الشهر من انطلاق الموسم الدراسي 2020-2021 بالطور الابتدائي لم تتمكن بعض البلديات ان لم نقل جلها من تجاوز إشكالية نقص الجانب الوقائي بالهياكل التابعة لوصايتها، رغم أنها هي المسؤولة الأولى عن فرض فضاء صحي خال من أي اختلالات متحججة بنقص الإمكانيات المادية والبشرية . لم نكن نتوقع خلال جولتنا الاستطلاعية أن نقف على الإهمال والتماطل في التدابير الاحترازية ببعض مدارس وسط المدينة، ظنا منا ان ابتدائيات البلديات النائية هي الأكثر تضررا وهو وما ثار استغرابنا بمجرد زيارتنا لمؤسسات هي في الواقع متواجدة بقلب المدينة وعلى بعد امتار من مندوبية البلدية الأمير . مدارس لم تعقم كل شيء غائب هنا إلا الطاقم المؤطر والتلاميذ الذين لم يتخلفوا عن دروسهم محاولة منهم تعويض ما فاتهم من تأخير خلال الموسمين الفارط والحالي أما البقية فلا اثر لوجودها فلا تعقيم ولا كمامات ولا السائل المطهر التي من المفروض أن تتدعم بها هذه المدارس وكأنها غير مدرجة في برنامجها . اقتربنا في البداية من مدرسة أم عمارة بحي يغمراسن "سان بيار" سابقا حيث وجدنا الأولياء في حالة تذمر أكثر منه خوف وحذر من الخطر الذي يهدد أبنائهم بعدما تخلت البلدية حسبهم عنهم . فالوضعية الكارثية الراهنة دفعت الأولياء بالتنسيق مع الأساتذة إلى اقتناء مواد التنظيف والكمامات وسائل المطهر لحماية الجميع من العدوى، ناهيك عن القيام بحملات لتنظيف الأقسام وكل ملحقات المؤسسة ، بعدما فقدوا الثقة في المجلس البلدي وما زاد من استياء الأولياء والتحاق التلاميذ بالمدرسة دون أن تخضع ذات البناية لعملية التعقيم ليومنا هذا ،باستثناء الدوريات التي تقوم بها عاملة النظافة لإزالة الأوساخ والغبار وكل مخلفات 8 أشهر من الغلق. هذا عن التعقيم والدعم المفقود اما فيما يخص فرض التباعد الاجتماعي ومسافة الامان داخل المؤسسة فهو الأخر غائب تماما ما اضطر الإدارة حسب الاولياء لتجنيد الأساتذة والطاقم الإداري لمراقبة التلاميذ أثناء الدخول والخروج لتجنب الاحتكاك او تبادل الكمامات وأغراضهم الشخصية . غادرنا مدرسة ام عمارة وانتقلنا بعدها إلى مدرسة فارس الهواري التي لا تبعد كثيرا عنها واخترنا فترة انتهاء الحصة الصباحية لمعرفة المزيد من الأولياء التي فرضت عليهم الظروف مرافقة أبنائهم وتواجدهم يوميا عند مدخل المؤسسة والكارثة هنا كانت اكبر بكثير بسبب ما سجله هؤلاء من نقائص . بعد مرور أسابيع من انتظار الدعم من البلدية وتموين المدرسة بجهاز قياس الحرارة ودوريات التعقيم لجأ الأولياء إلى المبادرات الخيرية من طرف احد المحسنين الذي تبرع بالجهاز لفائدة ذات المدرسة ،علما ان تكلفته تقدر ب 8200دينار ، كما تدعمت بعملية تطوعية أخرى لشراء آلة التعقيم ما سمح للادرة بتطهير المكان يوميا بعد انتهاء الحصص المسائية أساتذة يطالبون بالوقاية هذه المظاهر السلبية سجلنا كذالك بمدرسة اوراغي عبد الله بعين البيضاء طرحها الاساتذة في عريضة احتجاجية أودعوها على مستوى نقابة اونباف والتي تحمل 13 اسما مطالبين فيها بتوفير اذنى شروط البروتكول الصحي والذي غابت فيه حسبهم النظافة بالأقسام ومواد الوقاية من كمامات ومعقمات ،بالإضافة الى خدمات الحارس التي يتكفل بها الأستاذ لحماية التلاميذ من العدوى في الدخول والخروج انتقلنا بعدها الى مدرسة الشهيد يحياوي احمد ببلقايد التي شهدت الاسبوع الفارط احتجاج الاساتذة على نقص وسائل الوقاية ومن حسن حضنها فقد تزامن تواجدنا مع عملية توزيع الكتب المدرسية ما سمح لنا للتقرب بالاولياء الذين لم يتوان بدورهم في طرح انشغالاتهم لاسيما ما يتعلق بالنظافة بدورية المياه وجهاز التعقيم الذي تعززت به الابتدائية امش فقط ، اما مشكل التعقيم فهو غير مطروح بعدما استفادت من 9 عمليات منذ أن فتحت هذه الأخيرة أبوابها المنتخبون يوضحون ولدى استفسارنا عن الأمر أكد مصدر مسؤول من بلدية وهران ان هيئته قد ضبطت برنامج خاص بحملات التعقيم يتماشى وإمكانياتها المادية والبشرية على أن يمس كل المدارس الابتدائية التابعة لها وبدون استثناء طيلة فترة الوباء ، خاصة انها ملزمة باحترام كل الشروط الوقائية . اما بالنسبة لبلديات السانيا ووادي تليلات والسانيا ومسرغين فقد سطرت مخطط عمل يعتمد على اشراك المجتمع المدني في عمليات التعقيم لتخفيف العبء عليها. الصحة تحمل البلديات المسؤولية لم تخف مديرية الصحة ما تشهده المدارس من اختلالات جراء عدم احترام البلديات البروتوكول الذي شددت عليه الوصاية وحملتها في نفس الوقت مسؤولية ذلك والنتائج المترتبة عنه بعد الزيارات التفتيشية التي أجرتها اللجنة والتي وقفت من خلالها على أن اغلب المجالس لا تعير لجانبي النظافة التطهير أدنى اهتمام لدرجة ان 90 بالمائة من المدارس على مستوى الولاية تفتقد لما يسمى بالبروتكول الصحي، ما دفعها لتحرير تقرير اسود عن ما تشهده المدارس منذ ان استأنفت الدراسة وطرحه على الوالي ومديرية التربية للفصل فيه