- تراجع المساحة من 650 هكتار إلى النصف كثيرا ما اقترن اسم «مسرغين «الوقعة بالجهة بالغربية للولاية «بالكليمونتين «، التي ميزت الطبيعة الفلاحية للمنطقة على مر السنين، باعتبارها الأنسب لزراعة الحمضيات بكل أنواعها، لكن المتتبعين لمنتوج الحمضيات بالمنطقة يلاحظ جليا اختفاء هذه الأشجار من ديكور المنطقة، فاسحة المجال إلى توسع الاسمنت ليحل محل هذه البساتين الغناء، من أشجار الكليمونتين والطامسون وغيرها من أنواع الحمضيات، التي شهدت في المدة الأخيرة تقلصا لمساحاتها المزروعة إلى النصف فبعدما كانت تتجاوز 650 هكتار، في السنوات الفارطة، تقلصت لتصبح 300 هكتار فقط، الأمر الذي دفع بالوزارة الوصية إلى تدارك هذه الشعبة وإنقاذها من الزوال، محاولة منها إعادة اعتبار، للحمضيات بصفة عامة وأشجار البرتقال بصفة خاصة، كبديل عن الذهب الأسود. تقلص المنتوج ب 40 بالمائة في خرجة ميدانية قامنا بها أمس إلى بعض بساتين البرتقال، بمنطقة مسرغين كانت كفيلة برصد مشاكل بعض الفلاحين، الذين وجدناهم بعين المكان، يقطفون البرتقال ويجمعون محاصيلهم، أكد جميعهم أن منطقة مسرغين، لم تعد الجهة المنتجة لنوع «الكليمونتين» على عكس السنوات الفارطة، بسبب المشاكل والمعاناة التي يتخبط فيها الفلاحون، الأمر الذي دفع بالعديد منهم إلى التخلي عن مستثمراتهم، لأنها أصبحت اليوم تجارة غير مربحة، ولا تلبي حتى حاجيات عائلاتهم اليومية، وحسب كوشنان البشير، الذي تتواجد مستثمرته بالطريق «العذراء» بمنطقة «مسرغين»، أن المنتوج الفلاحي من أشجار الحمضيات على غرار النوع المتواجد بمستثمرته من الكليمونتين وو»بورتغال»، عرف تراجعا بنسبة 40 بالمائة مقارنة بالسنوات الفارطة، وهذا لعدة الأسباب منها عدم مرافقة الجهات المعنية للفلاحين في تأدية نشاطهم، مشيرا إلى أنه هذه السنة غزت بساتينه حشرات ضارة، أكلت الأخضر واليابس، على غرار الدودة البيضاء، التي تهاجم الثمرة وتقسمها إلى نصفين وحشرة الفراشة التي تقوم بتجفيف الورقة من الماء، الأمر الذي يؤثر على الثمرة أيضا وبالتالي على المنتوج بصفة عامة. «كوشنان البشير، أكد أن المرافقة ضرورية وتقديم الإرشادات إلى الفلاحين ضرورية أكثر لتطوير المنتوج الفلاحي، ناهيك عن مشكل شح الأمطار التي أثرت على المنتوج هذه السنة، لاسيما أن هذا النوع من هذه الفاكهة يحتاج إلى النمو، «المياه العذبة « بالدرجة الأولى، كما طرح ذات المتحدث مشكل نقص التكوين الفلاحين، وعدم تقديم لهم الخبرة اللازمة من قبل الجهة المعنية، بغية تطوير المنتوج الفلاحي الخاص بالحمضيات. أما عن الفلاح دربال محمد، الذي تتواجد مستثمرته بهذه المنطقة، أشار بدوره إلى مشكل الملوحة بالمستثمرات الفلاحية، هذا المشكل يطرح نفسه بإلحاح ويزداد حدة، مع كل موسم خاصة أن هذا النوع من الفاكهة يحتاج بالضرورة إلى المياه العذبة، وبحكم أن المنطقة قريبة جدا، من السبخة فالمشكل عويص ويحتاج إلى حل عاجل بالسماح للمهتمين بحفر الآبار، لتزويد بساتينهم بهذه المادة الأساسية، وحسبه فإن الحصول على التراخيص، لعملية الحفر قد تأخذ مدة طويلة ومسالك وعرة، كما طرح بعض الفلاحين الذين دخلنا مستثمراتهم المتواجدة على طول الطريق رقم 2 المؤدي إلى عين تموشنت، مشكل نقص اليد العاملة نظرا لعزوف الشباب عن هذه المهنة، وتفضيل عليها مهن أخرى بحجة أنها متعبة وشاقة ومردودها المالي قليل جدا ولا يسمن ولا يغني من جوع، رغم العروض التكوينية التي يقدمها المعهد المتخصص في الفلاحة بمسرغين، لكن عزوف الشباب قلص من عمر خدمة هذه الأشجار، العديد من المشاكل وغيرها، زادت من غبن الفلاح وبالتالي التخلي عن خدمة هذه الشعبة. إعادة استغلال الآبار المغلقة وفي هذا الإطار كشف الأمين العام للغرفة الفلاحية السيد «زدام هواري « أن مشكل الملوحة أصبح يهدد الحمضيات، بهذه المنطقة القريبة من الناحية الجنوبية للسبخة، مشيرا إلى أن منطقة مسرغين تضم أكثر من 8 آبار مغلقة وكفيلة بحل المشكل وبالتالي تمكين أصحاب المستثمرات من الاستفادة من مياهها، وهي حاليا تحت تصرف شركة «سيور» وقد تم تقديم تقرير إلى السلطات الولائية، لتحويل هذه الآبار إلى المصالح الفلاحية، لاسيما وأن ولاية وهران ليست بحاجة إليها مقارنة بالسنوات الماضية نظرا لأنها حققت كفايتها من التزود بالمياه الصالحة للشرب وهي تمون حاليا العديد من الولايات المجاورة، وحسب ذات المسؤول فإن المساحة المزروعة من الحمضيات شهدت تقلصا كبيرا مقارنة بالسنوات الفارطة بسبب العراقيل والصعوبات التي يصادفها الفلاح في الحصول على الدعم، إذ على الوزارة المعنية وضع استثناءات للفلاحين من أجل الحصول على القروض التي تساهم بقسط كبيرا، في تطوير المنتوج لأنه المحرك الأساسي لعودة الحمضيات إلى الواجهة من جديد بمنطقة مسرغين المعروفة بهذا النوع من الثمار. أما عن مصالح مديرية الفلاحة، أكد مديرها رشيد رحمانية، المنصب حديثا أن المساحة المخصصة لزراعة الحمضيات عرفت خلال السنوات الفارطة، تقلصا كبيرا بمنطقة مسرغين المعروفة بهذا النوع من المنتوج الفلاحي، لعدد من الأسباب وحاليا فإن مصالحنا تعمل من أجل إعادة الاعتبار، لأشجار الحمضيات بصفة عامة من خلال وضع إستراتجية جديدة تخدم بالدرجة الأولى الفلاح، مشيرا إلى أن أبواب الإدارة مفتوحة، أمام جميع الفلاحين لمختلف الشعب، ناهيك عن التكثيف من اللقاءات التشاورية، لأصحاب هذه المستثمرات محاولين إيجاد حل أو إيصالها إلى الوزارة الوصية، وحسب ذات المتحدث فإن لجنة خاصة سيتم وضعها خصيصا للتقرب من الفلاحين، لاسيما أن السياسة الجديدة التي تتوجه اليها الجزائر الجديدة هو الاعتماد الكلي على الذهب الأصفر كبديل للذهب الأسود هذا وتشير الإحصائيات المقدمة من قبل مصالح مديرية الفلاحة، إلى أنه تم خلال هذه السنة تخصيص 396 هكتار للحمضيات، ومن المرتقب أن يفوق الإنتاج 27 ألف قنطار من الحمضيات أغلبها الكليمونتين، المتوقع إنتاج 23 ألف قنطار منها، عن مساحة تقدر بحوالي 169 هكتار .