زينب أحلام ختاوي من الأسماء الواعدة في مجال تصميم الألبسة التقليدية الجزائرية، حيث أنها أحدثت طفرة ونقلة نوعية في تحييين وعصرنة « الكراكو « والقفطان والفرقاني وغير ذلك من الأزياء التي تعكس إرث الحضارة الجزائرية ، انطلاقا من قناعتها بأن هذا الموروث قد خضع لعدة تواشيح على صعيد المعمار الهندسي للتصاميم، ابتداء من الحقبة العثمانية إلى يومنا هذا ...، ولأن زينب كانت عازفة على آلة العود والقيتار بجمعية « الودادية « الأندلسية بالبليدة مهد الفن والأصالة ، فقد استلهمت أزياءها من العهد الأندلسي ومن قصور اشبيليا وغرناطة وقرطبة، ومن أشعار ابن زيدون وغيرهم المعروفين في مجالس الفن الأندلسي والنوبات.. - كنت عازفة على آلة العود بجمعية «الودادية» الأندلسية بالبليدة، هل أثر ذلك على لمستك في تصميم الأزياء؟ أجل ، .. كنت عنصرا فاعلا في جمعية « الودادية» الأندلسية بالبليدة، وهي جمعية فنية أندلسية رائدة على الصعيد الوطني، ولعلها من صقلت موهبتي وذائقتي لكل ما هو جميل ، وقد تكون متبوعة أيضا بموهبة أيضا، فالعزف على الوتر كالعزف على القماش ، حيث أن كبار التشكيليين أمثال « بيكاسو « في التكعيبية ودافنشي وغيرهم ، أمدّوا بجمال اللمسات كل هذه الروافد كأنها معزوفات ، و» الموناليزا» ما هي إلا سيمفونية من هذا القبيل، ثم يجيء الشاعر الكبير « أدونيس» بعشقه للرسم على القماش واللوحة الزيتية، ليرسم أروع قصيدة له ، فكانت لوحة وسيمفونية وكونا شعريا ، مما يؤكد على أن الأسانيد واحدة ، سواء على القماش أو على اللوحة ... - ألا تعتقدين أن نبوغك هذا راجع لتأثرك بوالدك الأديب أحمد ختاوي، بمعنى أن المناخ العائلي هو أحد العوامل في صقل موهبتك ؟ نعم، قد يكون ذلك ، لكنه مشفوع أيضا بميلي لهذا الفن، فأنا أعشق تصميم الأزياء منذ الصغر، وأكيد أن المناخ العائلي من أهم هذه العوامل، والدي أحمد ختاوي أديب ، يكتب باللغتين العربية والفرنسية ،أستمد منه قوته وعشقه للفن بشكل عام ، فهو لا يفارق كتبه ولا منزله أو كما نسميه عائليا «بيت أبا «، الكتب رفيقته ليل نهار، وهو يعتبرني وباقي شقيقاتي ال6 صديقات له، يلاطفنا ويمازحنا ويمنحنا كل اللطف والرعاية، سعيدة لأن الله منحني والدا مثله ، لا يبخل علي بالمؤازرة والدعم ولو على حساب وقته ، يشجعني ويقف إلى جانبي على غرار والدتي أيضا، فهما معا يقدمان لي الدعم المعنوي والمادي والمرافقة الدائمة ، وهذا يشجعني على مواصلة بحثي في حفريات هذا الفن الجميل على جميع الأصعدة رفقة شقيقاتي، حيث أنشانا ورشة صغيرة بالبيت، وعلى شبكة التواصل الاجتماعي على الفايسبوك والأنستغرام ، ونحن نسعى اليوم إلى تحقيق أحلامنا بإمكانيات جد بسيطة ، والحمد لله استطعنا أن أقدم كمصممة انجازات مبهرة بشهادة العام والخاص، والحمد لله تصميماتي لقيت صداها في وسط الزبائن والعرائس وعامة الناس والوسط الإعلامي . - ما هي مشاريعك مستقبلا ؟ أملك مشاريع طموحة في الأفق، آملة أن ترقى إلى ذوق العرائس وإلى كل النساء من كل الشرائح ، ففي جعبتنا الكثير من التصاميم الجميلة، كما سنقوم بتقديم عروض بمختلف الولايات الجزائرية وبمختلف المحافل، علما أننا تلقينا عدة دعوات، غير أن جائحة كورونا حالت دون تجسيد هذه العروض . - ماذا تقرأ زينب الآن ؟ أقرأ كل ما يقع بين يدي، بدأت ككل شابة أو شاب بالتهامي لروايات وكتابات «أغاثا كريستي»، ثم انتقلت إلى قراءة كل الكتاب، أقرأ بالفرنسية أكثر وأنا الآن مع رواية باولو كويلو « آلاف» aleph ..