يعيش عشاق كرة اليد عبر كافة أنحاء العالم على إيقاع فعاليات النسخة السابعة والعشرين من مونديال اليد الذي إنطلق أمس والذي يمتد إلى غاية ال 31 جانفي الحالي، بمشاركة 32 منتخبا للمرة الأولى في تاريخ البطولة في ظل تحسن مستوى اللعبة عالميا وزيادة شعبيتها في العقدين الماضيين. ويأتي هذا المونديال في ظروف صحية إستثنائية خاصة في ظل الجائحة التي ألمت بالعالم وجمدت عدة نشاطات وتظاهرات دولية، ليكون هذا المونديال كأول تجمع دولي لرياضة جماعية في ظل الجائحة. وتعود البطولة لمصر بعد 21 عاما من الاستضافة الأولى عام 1999، لكن جائحة كورونا وضعت اللجنة المنظمة للحدث في موقف فريد من نوعه لم يتكرر في أي نسخة سابقة، خصوصا في ظل تزايد عدد الإصابات في أغلب دول العالم. وسعت مصر منذ اللحظة الأولى على إقامة الحدث بحضور جماهيري، بعد نجاح التنظيم في كأس الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر في 2019، لكن في الأخير تراجعت خطط المنظمين في البداية من حضور 30% من سعة المدرجات في كل القاعات المضيفة للبطولة إلى 20%، حتى صدر القرار النهائي بإقامة مباريات البطولة بدون حضور الجماهير. واستكمالا لآثار الجائحة ستغيب وسائل الإعلام المحلية والأجنبية للمرة الأولى عن تغطية الحدث من داخل قاعات المباريات، منعا لحدوث أي إصابات جديدة. وسيقتصر الحضور الإعلامي على الفريق الخاص بقناة «أون تايم سبورت» المصرية، المسؤولة عن نقل مباريات البطولة التي ستقام في القاعات الأربع، وهي ملعب القاهرة وبرج العرب والعاصمة الإدارية الجديدة وقاعة حسن مصطفى بمدينة 6 أكتوبر. المنتخب الوطني الجزائري كباقي المنتخبات المشاركة وجد صعوبات كبيرة في تسطير برنامج تحضيري يتناسب والموعد الرسمي، فباستثناء المنتخبات الأوروبية واجهت بقية المنتخبات للقارات الأخرى مشاكلا عدة في كيفية إجراء تحضيرات تتناسب والموعد الرسمي، وحرم عدة منتخبات من المشاركة في الدورات الدولية مثلما إعتادت عليه قبل كل مونديال، على غرار دورة «بارسي» بالعاصمة الفرنسية، ودورات في إسبانيا وكذا أوكرانيا وتجمع قطر الدولي. وكان من المفترض أن يشارك المنتخب الوطني الجزائري في إحدى هذه الدورات الدولية، لكن في ظل غلق المجال الجوي لعدة دول من بينها الجزائر عجزت الإتحادية عن توفير سفرية مباشرة إلى المنامة لخوض تربص قصير المدى مصحوب بمباراتين وديتين أمام المنتخب البحريني، وهو ما جعل ألان بورت يقوم بتمديد التربص بالعاصمة ويسطر برنامجا تحضيريا سعى من خلاله لوضع آخر الروتوشات تحسبًا للمونديال، مع إجراء حصص فيديو للإطلاع على إمكانيات منافسي «الخضر» في هذا المونديال، خصوصًا المنتخب المغربي الذي سيكون أول منافس لرفقاء بركوس اليوم في قاعة المدينة الإدارية الجديدة بداية من الساعة الخامسة مساء، في داربي مغاربي سيشهد حتمًا الإثارة، قبل أن يواجه «الخضر» إيسلندا في ال 16 جانفي ثم البرتغال في ال 18 جانفي الجاري ضمن الدور الأول حيث تتأهل ثلاثة منتخبات إلى الدور الثاني.