تشهد مدن العالم الكبرى و عواصم البلدان عملية تطوير و عصرنة واسعة و تغيرات عميقة تؤهلها لمواجهة متطلبات التكنولوجيا المستقبلية ومرحلة المدن الذكية و في هذا المجال نسمع عن أخبار إنجاز وبناء المدن الكبرى والعواصم الجديدة هنا وهناك و التسابق والمنافسة في تشييد أحث البنايات وأروعها و قد دخلت الجزائر هذا السباق من خلال مشاريع تطوير لعاصمتها و مواكبة آخر مستجدات التكنولوجيا في مجال المدن الذكية والخدمات المتطورة التي تقدمها لساكنيها و في هذا السياق أعلن وزير الأشغال العمومية والنقل بالنيابة السيد فاروق شيعلي مؤخرا عن مشروع إنجاز طريق سريع بطوابق لمواجهة مشكل الاكتظاظ المروري في الطرق الجزائر العاصمة ليربط هذا الطريق السريع مطار هواري بومدين الدولي بزرالدة و الجزائر للقضاء على ازدحام الطرقات التي لم تعد تستوعب 220 ألف سيارة ،و في مجال النقل بالمترو أعلن السيد الوزير عن توسيع خط المترو الرابط بين عين نعجة وبرقي والحراش ومطار هواري بومدين الدولي و كذا تمديد الخط الأول لمترو الجزائر،و هكذا فإن الحديث عن تطوير مدينة الجزائر هو حديث الساعة خاصة بعد مشروع الجامع الأعظم ، ومدينة سيدي عبد الله و عملية التوسيع التي خصت مطار الجزائر الدولي هواري بومدين ،و هي مشاريع من شأنها العبور بمدننا الكبرى إلى حواضر القرن ال21 من حيث الخدمات وأنماط الهندسة المعمارية العصرية التي تعتمد أساسا على تكنولوجيا المدن الذكية حيث أنه قد آن الأوان ليستفيد المواطن الجزائري من مثل تلك الخدمات و يودع إلى الأبد أنماط وأشكال البناء القديمة لتتوفر له عدة خدمات وعلى رأسها خدمات النقل العصري وإن كنا مع الأسف الشديد لا نزال نرى حافلات نقل تعود إلى القرن الماضي تجوب طرقنا و هي في حالة أقل ما يقال عنها أنها جد مزرية أكل عليها الزمن و شرب ،و حافلات أخرى في وضعية كارثية بسبب إهمال الصيانة و غياب مراقبة الدولة و فرضها قوانين تفرض حالة جيدة لمركبات النقل العام التابعة للخواص بداية بالنظافة ومرورا بحالة المقاعد والنوافذ و انتهاء باحترام الناقلين للمواطن و تجنب ملء الحافلة بالركاب إلى حد الاختناق و التزاحم علما أننا لا نزال نعيش في زمن جائحة كورونا ،ليس هذا فحسب بل إن اعتماد الدولة بشكل شبه كلي على الخواص في قطاع النقل داخل المدن قد زاد من معاناة المواطن الذي لا حول له ولا قوة أمام تصرفات الناقلين مع أننا قبل تفشي كوفيد 19 ودخول الجزائر مرحلة الإغلاق والبروتوكول الصحي والحجر المنزلي كان هناك عدد معتبر من حافلات النقل العام التابع للدولة ينشط ويغذي مجمل الخطوط عبر مدينتنا لكن كورونا وعوامل أخرى تفاعلت و حالت دون عودة تلك الحافلات غلى خدمة المواطن و تم الاكتفاء بحافلات الخواص ،و غير بعيد عن النقل بالحافلات لا يمكننا إغفال و لا إنكار الدور الذي يلعبه الترام في نقل المواطنين و الخدمة ذات المستوى الجيد التي يقدمها ، لكن ترام مدينة وهران وقف عند إنجاز خط واحد ولا زلنا ننتظر الشروع في إنجاز خط ثاني كثر الحديث عنه وظل لحد الآن حبرا على ورق قيل أنه كان سيخص شرق مدينة وهران و في انتظار بعث الحياة في مثل هذا المشروع الحيوي جدا لننتظر قليلا ،و لنتمنى عودة حافلات القطاع العام للعمل في نقل المواطنين على الخطوط المزدحمة